بيروت (وكالة فيدس) - "رأينا نَجمَه في المَشْرق، فَجِئنا لِنَسجُدَ لَه" هو عنوان كتيب النصوص الصادرعن الكنائس والجماعات الكنسية حول العالم للاحتفال بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في عام 2022 من 18 الى 25 مانون الثاني/ يناير. وتتمحور القراءات والصلوات الواردة في كتيّب هذا العام ، حول ظهور المسيح ورحلة المجوس الذين أتوا من الشرق إلى بيت لحم ليسجدوا للطفل يسوع .وبناءً على طلب من المجلس الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية، تم إعداد النصوص من قبل مجموعة من اللاهوتيين المنتمين إلى جماعات كنسية شرق أوسطية مختلفة ، بتنسيق من مجلس كنائس الشرق الأوسط (MECC) ومقره بيروت.
إنّ خصوصية الموضوع المختار ونصوص الصلوات المقترحة لهذا المسار المسكوني في هذه المرحلة التاريخية تتميّز بثرائها خصوصاً على ضوء فسيفساء الشرق الأوسط . يشهد على ذلك الاب غبريال هاشم وهو كاهن ولاهوتي من الروم الملكيين الكاثوليك ، وعضو في اللجنة اللاهوتية العالمية ، يتابع عن كثب وشغف أحداث المسيحيين العرب. وقد شارك أيضًا في عمل الفريق المسؤول عن إعداد نصوص أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ، الذي بدأ لتوه.
ويلاحظ الأب غابي في حديث الى وكالة فيدس :" مع تكريم المجوس ثم معمودية يسوع في الأردن، تبدأ التيوقانيا أي "ظهور السر الإلهي أمام البشر ، وظهورسر الثالوث الأقدس. إذن هناك بداية التبشير بإنجيل الله وإعلان بشرى الملكوت. إنها اللحظة التاريخية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي ومشروع الخلاص . يبدأ نور الله "في التجلّي" في كل مسيحي ، لحظة حصوله على سرّ العماد : ونور المسيح يأتي من الشرق: المسيح هو شرقنا ، نورنا ، شمسنا ".
ويشرح اللاهوتي اللبناني ، مضيفًا اعتبارات منيرة حول حاضر الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط " إن رسالة النصوص المعدة لأسبوع الصلاة مفادها إلى العالم ، وقبل كل شيء إلى مسيحيي الشرق الأوسط هي رسالة رجاء: نور المسيح لا يزال يضيء في العالم ، حتى في الشرق الأوسط ، حتى في هذه الأوقات الصعبة. ودعوة المسيحيين في الشرق الأوسط هي عدم التذمر من هذا الوضع. من المناسب تذكير العالم ، وخاصة مسيحيي الشرق الأوسط ، بأنهم حاملو التقليد المقدس والتقليد الرسولي. خلال هذه الفترة الطويلة من ألفي سنة ، نحن هنا ، ونحن مدعوون لحمل هذا التقليد الرسولي بأجسادنا وأرواحنا ، للتبشير بالإنجيل. لسنا أناساً بائسين نحتاج فقط إلى الإنقاذ والمساعدة. نحن لسنا مجرد أشخاص محتاجين. لدينا رسالة ".
وجاء في مقدمة كتيّب أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين 2022 "يسوع هو النور الذي أنار ظلماتنا عندما تجسد بقوة الروح القدس من مريم العذراء وصار إنساناً ". والمجوس ، الذين تبعوا النجم إلى بيت لحم ، مثلوا دائمًا للعديد من المفسرين أيضًا "رمزًا الى تعدّد الشعوب وتمايزها في ذلك الزمان، وعلامة على شمولية الدعوة الإلهية". ويؤكد الأب غبريال ان الميزة الثانية للنصوص المعدة لأسبوع الصلاة الحالي من أجل الوحدة المسيحيين "هي بالضبط ما يمكن أن أسميه " إسكاتولوجية ": يذكرنا المجوس بالدعوة الشاملة للخلاص. لهذا السبب ، توجد في النصوص المقدمة إشارات إلى الحوار مع المؤمنين من مختلف الجماعات الدينية وإلى معاناة الفقراء في جميع أنحاء العالم. نحن المسيحيون مدعوون لأن نكون مع كل هذه "الرسالة الإسكاتولوجية " الموجهة إلى كل إنسان ، والتي تعكس في حياتنا نور المسيح وحياة السر الإلهي ". ويختم الكاهن اللبناني" انّ العنصر الثالث الذي تبرزه نصوص الصلاة المسكونية هو وضع الليتورجيا كمنبع الحياة المسيحية "كيف نصير سرّ نور المسيح في هذا العالم؟ هذا ممكن فقط من خلال الليتورجيا التي تعطي النعمة. ليس لدينا في الشرق لاهوت خارج الليتورجيا. وليس لدينا حتى أخلاقيات خارج الليتورجيا ".
ونقرأ ايضاً في مقدمة نصوص أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين 2022 " في حين يحتفل كثر من مسيحيي الغرب بعيد الميلاد ، فالعيد الاقدم ، وما زال الابرز للكثر من مسيحيي الشرق هو عيد الظهور ، الحدث الذي ظهر فيه خلاص الله للأمم في بيت لحم وعلى ضفاف الاردن . هذا التركيز على الظهور الالهي( الاعتلان) هو ، بمعنى ما ، كنزُ الذي يمكّن مسيحيي الشرق الأوسط أن يقدموه الى إخوتهم وأخواتهم حول العالم ". (ج.ف.) (وكالة فيدس 19/1/2022)