حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – "من خلال العمل في هذا المجال من الحياة الكنسية، تقومون بمهمة تندرج بين محورين: إعلان الإنجيل والاهتمام بقلب الإنسان وبالبيئة التي يعيش فيها". هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر للمشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري قلب واحد. وقال البابا إنه لا بد من الأخذ بالاعتبار التزام الكنيسة بتطور مجتمع أكثر عدالة يعترف بكافة حقوق الأفراد والشعوب ويحترمها". "في هذا الصدد – تابع البابا - يقوم العديد من المؤمنين العلمانيين بتنفيذ أعمال مفيدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والثقافية لخدمة الخير العام. إنهم يشهدون للإنجيل مسهمين في بناء نظام عادل في المجتمع ومشاركين في الحياة العامة (الله محبة، 28). لا يتوجب على الكنيسة التدخل مباشرة في سياسة الدول أو في بناء هيكليات سياسية مناسبة .
إن الإيمان قوة روحية تنقي العقل في السعي وراء نظام عادل وتحرره من خطر "الافتتان" بالأنانية، أو المصلحة أو السلطة. وكما تظهر التجربة في المجتمعات الأكثر تطوراً أيضاً من وجهة النظر الاجتماعية، فإن المحبة ما تزال ضرورية: فخدمة المحبة لا تعتبر ثانوية أبداً ليس فقط لأن النفس البشرية تحتاج دوماً إلى المحبة بالإضافة إلى الأمور المادية، وإنما أيضاً لأن حالات المعاناة والوحدة والعوز القائمة تتطلب تفانياً شخصياً ومساعدات ملموسة. عند الاهتمام بالإنسان بمحبة، تشعر الكنيسة بوفرة المحبة التي يحدثها الروح القدس، والتي توفر الراحة والدعم للنفس محررة إياها من الشرور التي تصيبها، فيما تساعد الإنسان على التحرر من الضغوطات المادية. إن مصدر هذه المحبة هو الله عينه، الرحمة اللامتناهية والمحبة الأبدية.
وشدد البابا بندكتس السادس عشر على ضرورة ان تبقى نظرة المسيحيين ثابتة نحو وجه المسيح! فيه وحده الإله والإنسان، نستطيع رؤية الآب واختبار رحمته اللامتناهية! يعلم المسيحيون أنهم مدعوون إلى خدمة العالم ومحبته من غير أن يكونوا "من أهل العالم"؛ وإلى حمل كلمة خلاص شامل للإنسان الذي لا يستطيع الانعزال في أفق أرضية؛ وإلى البقاء أمناء – كالمسيح – لمشيئة الآب حتى بذل النفس، لإدراك الحاجة إلى المحبة الحقيقية في كل قلب بشري. هذه هي الدرب التي يجب أن يتبعها كل من يريد الشهادة لمحبة المسيح واتباع منطق الإنجيل. (وكالة فيدس 14-11-09)