vaticannews.va
الرباط ( وكالجة فيدس ) – أكدّ البابا فرنسيس في ختام الخطاب الذي وجّهه الى السلطات المحلية وممثلين عن المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي بعد ظهر يوم السبت 30 آذار، اليوم الاوّل لزيارته القصيرة إلى البلد في شمال افريقيا " يفرح المسيحيون بالمكانة التي خصصت لهم داخل المجتمع المغربي. إنهم يريدون أن يقوموا بدورهم في عملية بناء أمة متضامنة ومزدهرة، وهم حريصون على الخير العام للشعب". وكدليل على مساهمة المسيحيين في بناء البلاد، استشهد البابا بصفة خاصة بالتزامهم عبر "النشاطات الاجتماعية، وفي مجال التربية، من خلال المدارس المفتوحة أمام الطلاب من كل طائفة ودين وعرق". انّ مداخلة البابا الذي أعرب في مطلعها عن امتنانه الصادق والعميق" للعاهل المغربي الملك محمد السادس "للدعوة الكريمة وللترحيب الحار،" وأشار فورا الى قلب الزيارة الرسولية في الأراضي المغربية وهو الحوار بين المسيحيين والمسلمين. وعاد أسقف روما ليذكّر باللقاء الذي تمّ منذ ثمنماية عاماً بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل كحدث نموذجي ونبوي، يشار إليه "كسبيل للسلام والتناغم للبشرية، حيث يشكل التطرف والحقد عاملين للانقسام والدمار." ودعا خليفة بطرس المؤمنين، مذكّراً اكثر من مرّة وثيقة الأخوة الإنسانية الذي وقّعها مع الامام الازهر في أبو ظبي في 4 شباط ، الى الاتحّاد للتعامل مع أمراض التعصب والأصولية الدينية " في هذا الزمن الذي قد تتحول فيه الاختلافات وسوء الفهم المتبادل، إلى أسباب للسجال والتشرذم." وفي هذا الصدد، أشاد البابا بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي اراده الملك بهدف توفير تنشئة ملائمة وسليمة ضد كل شكل من أشكال التطرف الذي غالبا ما يقود إلى العنف والإرهاب، ويمثل، في جميع الحالات، إساءة إلى الدين وإلى الله نفسه." وردّد البابا "أهمية العنصر الديني من أجل بناء جسور بين البشر" في إطار احترام الاختلافات والهويات الخاصة. شدّد انّ "إن الإيمان بالله، يحملنا على الإقرار بالكرامة السامية لكل كائن بشري، فضلا عن حقوقه غير القابلة للتصرف أو المساومة. إننا نؤمن بأن الله قد خلق الكائنات البشرية متساوية في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاها إلى العيش كأخوة وإلى نشر قيم الخير والمحبة والسلام." وفي هذا الاطار دعا البابا ايضاً الى الحاجة الملحّة للاعتراف ولحماية "حرية الضمير والحرية الدينية التي لا تقتصر على حرية العبادة وحسب، بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية." وفي الاشارة الى المؤتمر الدولي حول حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية، الذي عقد في مراكش في كانون الثاني 2016، اعرب البابا عن سروره لما صدر عن المؤتمر الذي "سمح بشجب كل استخدام لدين بهدف تبرير التمييز أو التهجم على باقي الأديان، مسلطا الضوء على أهمية تخطي مفهوم الأقلية الدينية، من أجل تعزيز مفهوم المواطنة والاعتراف بقيمة الشخص، الذي ينبغي أن يكتسب صفة مركزية في كل نظام قانوني." ومواصلاً خطابه، ركّز البابا على تضامن المؤمنين المدعويين لوضع انفسهم في خدمة البشرية بأسرها، وتقديم المساهمات الأصلية لمواجهة حالات الطوارئ العالمية مثل تلك البيئية واخرى متعلّقة بالهجرة. وسلط البابا الضوء على "المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية، كوبCOP 22 ، الذي عقد في المغرب، والذي أظهر مرة أخرى وعي العديد من الدول لضرورة حماية الكوكب الذي جعلنا الله فيه، كي نعيش ونساهم في توبة إيكولوجية حقيقية، من أجل تنمية بشرية متكاملة."
ثم توقّف البابا عند ازمة الهجرة، مشيراً الى "المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية" الذي عقد في المغرب في كانون الأول الماضي والى الوثائق الصادرة عنه وضرورة اعتماد "خطوات ملموسة، وتغيير الموقف، بنوع خاص، حيال المهاجرين كي يعاملوا كأشخاص، لا كأرقام." وتحدّث أسقف روما عن المهاجرين الفارين من الحروب والفقر "وعندما تسمح لهم الأوضاع، يكون بإمكانهم اختيار العودة إلى ديارهم في ظروف آمنة، تحترم كرامتهم وحقوقهم. إن الأمر يتعلق بظاهرة لن تحل على الاطلاق من خلال بناء الحواجز، ونشر الخوف من الآخر أو رفض مساعدة من يطمحون بطريقة مشروعة إلى تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم." ( ج.ف.)( وكالة فيدس 30/03/2019)