جاكارتا (وكالة فيدس) - تستمرُ "الكنيسة المسيحية الاندونيسية"، وهو اسمُ الكنيسة البروتستانتية ذات الحضور القوي في جزيرة جافا، صراعَها من أجل العدالة وضدّ مضايقة السلطات المحلية في بوغور. وتقعُ بلدة بوغور في منطقة "جاكارتا الضخمة"، حيث تشهدُ المنطقة صراعاتٍ بين المجاميع المتطرفة لجبهة المدافعين الإسلاميين وبين الجماعات المسيحية. وقد تسلّمت الكنيسة المسيحية البروتستانتية منذُ فترة تخويلاً لبناء كنيسة في بوغور، إلاّ أنّ المتشددين الإسلاميين منعوا العمل، بالإضافة إلى الموقف السلبي لعمدة بوغور، دياني بوديارتو، والذي أصدر إلغاءً لتصريح البناء. ويقول المؤمنون إنّ العمدة "يرفضُ تنفيذ أمر المحكمة العليا واستعادة الشرعية لبوغور". وأمام عداوة وتطرّف السلطات المحلية، أصدرت الكنيسة المسيحية الاندونيسية نداءً أرسلته لوكالة فيدس، أكدت فيه نموّ التوتر وأنّ "المؤمنين المسيحيين معرّضون لخطر الاضطهاد الجماعي". ويدينُ النداء موقفَ "التعصّب وطغيان ممثلي الحكومة الذين بتخفّيهم وراء احتجاجات الشعوب المنطقة، لا يفرضون احترام القانون مرتكبين ظلمًا حقيقيًا.
وتقول الكنيسة المسيحية الاندونيسية إنّ عدم تدخّل السلطات "يمكنُ أن يولّد أعمال عنف، لأنّ المتشددين الإسلاميين يحاولون منع الاجتماعات الكنسيّة". وعلى الرغم من وقوف القانون إلى جانبهم، فإنّ المؤمنين مجبرون منذُ أكثر من سنتين على الاجتماع والاحتفال بالطقوس في الشارع مع كلّ المشاكل والمحدوديات والضعف والأخطار الأمنية المتعلقة بذلك، وذلك لأنّهم لا يملكون كنيسة. وبالنسبة لموقف عمدة بوديارتو، تقول الكنيسة المسيحية الاندونيسية إنّه تحدي حقيقي، "تحدي القانون"، والذي يمنع عن قصد حريّة العبادة. وفي الاجتماع الأخير لمجلس محافظة بوغور، في الخامس عشر من لوليو الجاري، تكلّم بعض ممثّلي الشعب وأطلقوا "تهديدات بتحشيدٍ جماعي" ضدّ مسيحي الكنيسة المسيحية الاندونيسية"، ودعوهم لوضع نهاية للاجتماعات في الشوارع. ولكن لا أحد، تقولُ الكنيسة، "أراد أن يسمع تفسيرات المسيحيين أو أن يرفع صوته ليرعى حقوقهم الشرعية أو أن يذكّر بحكم المحكمة العليا".
ويعتبرُ مسيحيو الكنيسة المسيحية الاندونيسية أنّ "سحب الموافقة لبناء الكنيسة" الذي أصدره العمدة، ليس بشيء ووجّهوا نداءهم إلى الحكومة المركزية طالبين حماية السلطات. ويقولُ المؤمنون بأنّهم مستعدون للاستمرار بحملتهم من أجل الدفاع عن حقوقهم ومن أجل حرية العبادة في أندونيسيا: "نتمنى أن تقوم جمهورية اندونيسيا، القائمة على أساس البانشاسيلا، بحماية مواطنيها بناءً على الضمانات المنصوص عليها في دستور عام 1945". وتلقت الكنيسة المسيحية الاندونيسية مؤخرًا دعم بعض ممثلي "نهضة العلماء"، المنظمة الاسلامية الاندونيسية الأكبر والداعمة للإسلام المعتدل. وأمام نزاع بوغور، أكّد أعضاءُ نهضة العلماء "سيادة القانون" واستنكروا كلّ أعمال العنف "ضدّ الأقليّات من أي دينٍ كان". (PA) (وكالة فيدس 23-7-2011).