مردان (وكالة فيدس) – "اهتد أو مت". بهذه الكلمات، تعرض المسيحي مسيح غيل المتحدر من مدينة مردان في إقليم خيبر بختونخوا (شمال باكستان) للتهديد من قبل مسلمين كان يتحدث إليهم بعد الفصل الأخير الذي تم فيه إحراق القرآن في الولايات المتحدة. فقد أثار هذا الحدث ردات فعل عنيفة في باكستان (إذ تعرضت ثلاث كنائس للاعتداء في غضون أسبوع واحد) من قبل متطرفين إسلاميين. وتفيد مصادر محلية لوكالة فيدس بأن مسيح غيل قام فقط بالدفاع عن عقيدته قائلاً أن المسيحيين يحترمون كافة الديانات ولا ينمون الضغينة ضد أحد. من ثم، تدنى مستوى النقاش وهدد المسلمون غيل جدياً. وفي ختام المشاجرة، وجهوا إليه إنذاراً مخيفاً معلنين أنه سيُتهم بالتجديف.
حالياً، يجبر رب العائلة مسيح غيل على الاختباء، وستُنقل عائلته – بفضل تدخل مؤسسة مسيحي التي تدافع أيضاً عن آسيا بيبي – إلى مكان أكثر أماناً. وفي الواقع أن مدينة مردان تغص بالجماعات الإسلامية المتطرفة التي تعمل على ترويع المدنيين، وبخاصة الأقليات الدينية. "إن قصته ليست إلا فيضاً من غيض، ونموذجاً عن الأعمال الكيدية التي يواجهها المسيحيون يومياً"، حسبما يوضح هارون مسيح، مدير مؤسسة مسيحي، لوكالة فيدس.
"إننا نشهد تزايداً عبثياً للعنف في المجتمع. يومياً، تُسجل اعتداءات تؤدي إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتُستهدف أماكن مخصصة للعبادة. مع ذلك، وفي هذا الوضع المأساوي، لا أحد يتدخل، والسلطات المدنية لا تحرك ساكناً"، حسبما يقول مصدر في الجماعة الكاثوليكية لفيدس معبراً عن قلقه الشديد.
"إنها فترة عصيبة للجماعة المسيحية"، يقول بيتر جايكوب، المدير التنفيذي للجنة العدالة والسلام التابعة لأساقفة باكستان. "نحن نعمل دوماً على شجب ومكافحة التمييز الاجتماعي ضد الأقليات الدينية. وإنما توجد حالياً حملة من الكراهية والتعصب ضد المسيحيين برعاية جماعات إسلامية متطرفة. المسيحيون يتألمون ويعيشون حياتهم بخوف. وحالياً، تعلق الجماعة آمالها على قوة المستشار الخاص للأقليات الدينية، بول بهاتي، أخ الوزير القتيل، وعلى نواياه الحسنة وموهبته. فالمسيحيون في باكستان وكافة الأقليات بحاجة إلى صوت يعزز ويصون حقوقهم على الصعيد المؤسسي". (وكالة فيدس 5/4/2011).