الجزائر (وكالة فيدس) - تشارك الكنيسة الجزائرية "متحالفة بدون توبة" الشعب الجزائري كل أفراحه وأحزانه دون المطالبة بامتيازات ، وتريد الامتثال "بالتحفّظ "الذي تصرّف به يسوع في عرس قانا ، وليس بالحساب أو بالفرض ولكن لأنها تعترف بأن التبشير بالإنجيل والاعتراف الرسولي بالإيمان هما في الأساس غريبان عن الاقتناص . هذا هو وجه الجالية الكاثوليكية الجزائرية ، كما يتضح من الكلمات التي ميزت حفل تنصيب رئيس أساقفة الجزائر الجديد ، جان بول فيسكو ، يوم الجمعة 11 شباط/ فبراير ، العيد الليتورجي لسيدة لورد.
حضر الاحتفال الإفخارستي الذي ترأسه رئيس الأساقفة ، مئات الأشخاص وشهدت الكاتدرائية إزدحاماً لم تعرفه منذ فترة طويلة. رافق الاحتفال غناء جوقة مكونة من أكثر من 120 عضواً ، معظمهم من الشباب من دول إفريقيا جنوب الصحراء ، كانوا قد هاجروا إلى الجزائر للدراسة أو البحث عن عمل ، والذين يمثلون جزءًا مهمًا من تنوع الجماعة الكاثوليكية في الجزائر .ووفقاً لما أورد أحد الحاضرين إلى وكالة فيدس، أعرب الكاثوليك الجزائريون عن فرحتهم ورحّبوا بحرارة برئيس الأساقفة الجديد ، وقدموا أنفسهم على أنهم جماعة صغيرة ممتنة لكونها جزء من الكنيسة الجامعة. شارك في الاحتفال الإفخارستي النائب الرسولي في الجزائر المونسنيور كوريان ماثيو فايالونكال ، وكذلك الأساقفة الكاثوليك في البلاد ، بدءًا من الأسقف الفخري للجزائر العاصمة ، اليسوعي بول ديسفارج . كما حضر الحفل ممثلون عن السلطات المحلية ووزارة الشؤون الدينية ، بالإضافة إلى ممثلين عن الجاليات الإسلامية المحلية.
وفي عظته ، تناول الأسقف فيسكو نقاطاً مهمّة من عرس قانا ، النصّ الذي تمت قراءته خلال الليتورجيا . بدأ رئيس الأساقفة بالقول إن الكنيسة الكاثوليكية والشعب الجزائري هما بطريقة ما "زواج ، تحالف". إنّ كنيستنا منذ استقلال الجزائر موضوعة تحت شعار التحالف مع هذا البلد وأهله ، تحالف من دون ندم أو تردد.هو عهد مثقّل بحياة تسعة عشر كاهناً ورهباناً وراهبات ومكرّسات ومكرّسات قضوا شهداء في العشرية السوداء للجزائر ، ويمثّل تطويبهم في وهران يوم ٨ كانون الأول/ ديسمبر) "نوراً لطريق بلدنا ". نحن نشارك أبناء هذا الوطن أفراحهم وأحزانهم ، ونريد أن نكون كنيسة مواطنة كاملة لا تطالب بأي حق سوى التمكن من ممارسة واجباتها ومسؤوليتها كمواطن. إنه لون الشهادة للإنجيل الخاص بكنيستنا. إنه لون فريد من نوعه يتبنى أيضًا الكتمان الذي استخدمه يسوع نفسه في عرس قانا ، عندما لم يحتل مركز الصدارة كضيف وقام بالمعجزة بتحفّظ "والتي تعلن بالفعل من خلال هذا الماء الذي تحول إلى نبيذ، هبة دم المرء من أجل خلاص العالم كما سنتذكر خلال الإفخارستيا ". لا أحد يعلم ، كما أشار رئيس الاساقفة جان بول في عظته ، بوجود هذه البادرة التي تفرح قلوب الجميع وتنقذ شرف العريس ، باستثناء الموظفين الذين يخدمون المائدة بالطبع.
كما تريد كنيستنا في الجزائر أن تكون متحفظة ، لا بالحساب ولا بالاستراتيجية ولا حتى بالالتزام. إنها تريد أن تكون حذرة ، لا بمعنى أنها تُمحى وتكون خائفة . إنها تريد أن تكون متحفظة بمعنى أننا نقول إن الشخص الذي يحترم خصوصية الآخرين وإيمانهم متحفظ. هذا هو السبب في أن كنيستنا ، في جوهرها، ليست ولا تستطيع أن تكون مقتنصة.
وأضاف رئيس أساقفة الجزائر الجديد ،انّه يمكننا أيضًا أن نسمع "الفرح" فيعرس قانا ، الذي يبدو مثل الفرح ، فرح أن نكون معًا ، وليس فقط عن واجب. يدعونا إنجيل عرس قانا إلى فرحة العرس هذه ، وسيحدث بلا شك مرة أو أخرى أننا نحول الماء إلى نبيذ جزائري جيد!
كان جان بول فيسكو ، الذي عينه البابا فرنسيس رئيس أساقفة الجزائر في 27 كانون الاوّل/ ديسمبر 2021 ، أسقف وهران لحينها. ولد في ليون عام 1962 ، وبدأ حياته المهنية كمحام ، قبل أن يستجيب للدعوة التي دفعته للانضمام إلى جماعة القديس دومينيك ، الذي كان ينتمي إليه بيار كلافيري ، أسقف وهران الذي قتل بعد شهرين من مقتل رهبان تبحرين. عندما أعرب آباء الدومينيكان عن عزمهم تعزيز وجودهم في الجزائر ، عرض الأب فاسكو حضوره وتم إرساله إلى تلمسان ، على بعد 150 كيلومترًا من وهران ، مع أخ أكبر.
عين البابا بنديكتس السادس عشر جان بول فيسكو رئيسًا لأبرشية وهران في 10 كانون الاوّل/ ديسمبر 2010 ، في ذكرى وفاة شارل دي فوكو ، "الأخ العالمي" الذي ألهم لعقود من الزمن العناية الرعوية للكنائس المغاربية والذي سيتم إعلانه قديسا في ايّار/ مايو. خلال خدمته الأسقفية في هذه المدينة ، ساهم الاسقف جان بول أيضًا في تطوير الأنشطة والمبادرات في خدمة المجتمع الجزائري ككل: مكتبة للطلاب ، وورش عمل حرفية ، ودعم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات اقتصادية وصحية. بصفته أسقفًا على وهران ، شارك أيضًا في سينودس 2015 المخصص للعائلة. في عام 2018 ، احتفل في وهران بمراسم تطويب 19 شهيدًا كاثوليكياً من العشرية السوداء في الجزائر. (ج.ف.) (وكالة فيدس 12/2/2022)