wikipedia
القاهرة (وكالة فيدس) – خلال الأشهر الأخيرة، أجرت دار الإفتاء، الهيئة المصرية التي يرأسها شيخ مصر والمكلفة بإصدار إرشادات وحلّ الشكوك والجدالات المرتبطة بتطبيق المبادئ القرآنية، فحصاً تحليلياً على عيّنة من 5500 فتوى متعلقة بالمسيحيين صدرت في منشورات ومواقع إلكترونية وشبكات للتواصل الاجتماعي عن مجموعات إسلامية متطرفة. توضح نتائج الدراسة التي نشرتها مؤخراً مصادر مصرية، موقفاً مهيمناً تتخذه الجماعات الإسلامية للتلاعب بالقرآن بهدف نشر آراء سلبية وعدائية وأحكام مسبقة تجاه المسيحيين بين السكان المسلمين. ووفقاً لمعطيات الدراسة التي اطّلعت عليها وكالة فيدس، تهدف 90% على الأقل من الفتاوى المدروسة إلى تقويض كل أنواع العلاقة الودية والتعاون بين المسيحيين والمسلمين. فضلاً عن ذلك، يتألف 54% من العيّنة من فتاوى متعلقة بشرعية معايدة المسيحيين بمناسبة أعيادهم الليتورجية. بالمقابل، تتعلق 35% من العينة بالأحكام – الموجهة أيضاً إلى حكّام البلاد ذات الأكثرية المسلمة – المرتبطة بمنح رخص بناء الكنائس والمشاركة في احتفالات وأعياد مسيحية، علماً بأن 11% من العيّنة تشمل فتاوى عن شرعيّة بيع منازل وعقارات لمسيحيين أو شرعيّة بناء علاقات اقتصادية معهم (قروض وهبات وغيرها). وبحسب الدراسة، 10% فقط من الفتاوى لا تهدف إلى أن تُبرّر على أساس القرآن مواقف انغلاق ومعارضة تجاه المسيحيين.
ووفقاً للمسؤولين والمحللين في دار الإفتاء، تعكس أغلبية الفتاوى المطّلع عليها الجهل والرغبة في التلاعب بالمحتويات الفعلية للشريعة والفقه الإسلامي الحقيقي. فضلاً عن ذلك، تقترح دار الإفتاء نتائج الدراسة كمؤشر إضافي على إلحاحية إعداد استراتيجيات شاملة لمكافحة الدعاية المتطرفة وسط الجماعات المسلمة، عبر نشر معرفة ملائمة للمحتويات الفعلية للإسلام وسط السكان ومعارضة حملات التلقين الإيديولوجي التي ترمي في مصر إلى إثارة النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، وتهدف أيضاً إلى إضعاف الانصهار الوطني.
وابتداءً من سنة 2014، بدأت في مكتبات المساجد في الأراضي المصرية بأكملها، عملية مراقبة هادفة إلى سحب جميع الكتب والمواد الدعائية المتطرفة والأصولية التي كانت قد وُزعت بكثرة بخاصة في ظل حكم الإخوان المسلمين. (وكالة فيدس 17/03/2017)