alalam.news
حلب (وكالة فيدس) – توقّف الإجلاء الذي سمح أمس بنقل آلاف المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية لحلب إلى مناطق تجمّع واقعة في جوار الحدود التركية. أكدت المصادر الرسمية السورية أن الإجلاء سمح أمس بإخراج أكثر من 8000 شخص من حلب وأنه عُلّق لأن الثوار والجهاديين لم يحترموا اليوم بنود الاتفاقية إذ حاولوا نقل عدد من الأسرى معهم. وأكّدت مصادر سورية أخرى مؤيدة للحكومة أن الإجلاء عُلق بعد أن أُطلقت قذائف هاون من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الميليشيات المعارضة للحكومة على الممرات الإنسانية المفتوحة للسماح بمرور المواكب المستخدمة للإجلاء. هذه الاتهامات عينها وجهتها المصادر المقربة من الثوار إلى الميليشيات المؤيدة للحكومة.
في غضون ذلك، يهرب العديد من المدنيين من هذه الأحياء عينها في شرق حلب ويتمكنون من الوصول إلى المنطقة الغربية في المدينة التي بقيت دوماً تحت سيطرة الجيش السوري وحيث بدأ المرضى والجرحى يملأون بشكل لا يُحتمل البنى الصحية المحلية العاملة منذ سنوات في حالات طوارئ بسبب الصراع. أشار الطبيب الجراح إميل كتي، مدير مستشفى الرجاء في حلب المدعوم من حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية، لوكالة فيدس: "الحالات الأولى التي واجهناها في المستشفى ترمز إلى الوضع الذي كان يعاش في هذه الأحياء. هناك رجل كُسرت ذراعه بسبب شظية منذ 7 أشهر وخضع لعملية جراحية فاشلة أجراها له طبيب مصري. من ثم، هناك طفل مصاب بمتلازمة داون لم يكن يتلقى العناية الملائمة لمرضه منذ أربع سنوات. هناك أيضاً شاب آخر مصاب بشظية في جمجمته، لكنها لحسن الحظ لم تؤذِ أنحاء حيوية. وقد قُتل والده قبل بضعة أشهر. يومياً وطوال فترة غير معروفة، نحن مدعوون إلى جعل الرجاء يُزهر في هذا الجحيم".
تُظهر روايات الأشخاص القادمين من أحياء كانت خاضعة حتى يوم أمس لنير الثوار والميليشيات الجهادية تفاصيل غالباً ما تتجاهلها وسائل الإعلام الرئيسية. "قبل بضعة أيام، قُتلت أخت أحد موظفينا وكل عائلته من قبل القناصة فيما كانوا يحاولون مغادرة شرق حلب من خلال الممرات الإنسانية. ويخبر المرضى والجرحى القادمون من هذه الأحياء عن وجود الجوع وإجبارهم على تناول الأعشاب، بما أن الأغذية تُقدّم فقط لعناصر الميليشيات وأتباعهم"، حسبما روى إميل كتي الذي تحدث عن خبرته كطبيب في حلب في إطار ندوة نُظمت في جامعة الطب الحيوي في روما.
في 15 ديسمبر، خرجت مراراً قافلة من 20 حافلة خضراء من أحياء حلب الشرقية ونقلت في كل مرور لها حوالي 1200 شخص إلى المناطق القريبة من الحدود التركية. وكان الاتفاق المرتبط بإجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب الذي تم التوصل إليه بفضل وساطة روسيا وتركيا يشمل رفع الحصار – الذي لم يحصل بعد – عن قريتين شيعيتين في محافظة إدلب يحيط بهما الجهاديون منذ فترة طويلة. يبدو أنه من الصعب التأكد من الأرقام التي كشفتها وسائل الإعلام عن عدد المدنيين الذين كانوا موجودين في مناطق حلب التي كانت قبل فترة وجيزة بين أيدي مجموعات الثوار. "كثيرون يكررون من دون أي تأكيد أنه كان هناك أكثر من 250000 شخص في هذه الناحية من المدينة، لكن المعطيات الفعلية تبدو أقل من ذلك بكثير. والآن، بات من المستحيل إجراء إحصاء، نظراً إلى أن الأشخاص يهربون في عدة اتجاهات عندما تسنح لهم الفرصة وبالطريقة التي تتوفر لهم. وكثيرون هم الذين يُستقبلون بروح تضامن كبير من قبل أهل ومعارف لم يلتقوا بهم منذ سنوات". (وكالة فيدس 16/12/2016)