copticocc.org
القاهرة (وكالة فيدس) – "شهداؤنا، بالإضافة إلى فعل الاستشهاد بذاته، يربطوننا بالسماء ويسمحون لقلوبنا بالارتفاع نحو من هم هناك، ومن هناك يتشفعون لنا".
بهذه العبارات، احتفل بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني بضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع الأحد 11 ديسمبر أثناء القداس في الكنيسة البطرسية القريبة من الكاتدرائية القبطية الأرثوذكسية في القاهرة. جاء كلام البطريرك في العظة التي ألقاها أمس خلال جنازة الضحايا في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة.
"إننا نسمي كنيستنا "كنيسة الشهداء"، قال البابا تواضروس مذكراً بأن "الأقباط، منذ القرن الأول ميلادي، قدموا أرواحهم ذبيحة من أجل المسيح". وذكر البطريرك القبطي الأرثوذكسي في عظته أن الشهداء الأقباط الجدد سقطوا في شهر كياك، أحد أشهر التقويم القبطي المكرس لمريم والذي يسبق عيد الميلاد ويُعتبر شهر فرح وتسبيح. وقال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: "لنودّع أعزاءنا بروح التسبيح عينها لأننا نؤمن بأن محبي الله لا يموتون بل يقومون في فرح الحياة الأبدية". واختتم البابا عظته بالتشديد على أن يد الإرهاب لا تقدر أبداً أن تُفلت من عقاب الله.
وأثناء الاحتفال التذكاري المدني بالشهداء الذي أقيم أمس أمام نصب الجندي المجهول، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن توقيف أربع مشتبه بهم يبدو أنهم متورطون في الاعتداء، وتم الكشف عن هوية الانتحاري الشاب المسؤول عن الجريمة. وذكرت القوى الأمنية بعد التحقيقات العلمية أن محمد شفيق محمد مصطفى البالغ 22 عاماً هو الانتحاري الذي تمّ التعريف عنه كأحد عناصر ولاية سيناء، الجماعة المصرية المرتبطة بالدولة الإسلامية. لكن المجموعتين الجهاديتين الناشطتين الرئيسيتين في القاهرة، حركة حسم وحركة لواء الثورة، أدانتا الاعتداء.
وأفادت الصحافة المصرية أن أفراد عائلات الضحايا وأصدقاءهم رحبوا أمس بوصول البطريرك إلى الكاتدرائية بمزيج من الألم والفرح، فابتهل البعض رحمة الله وأطلق آخرون صرخات انتصار باعتبار أن أحباءهم قُبلوا في الفردوس. كما بدا الحزن واضحاً على وجه البابا تواضروس. بدأت الجنازة بصلاة الشكر التي تلتها قراءة الكتاب المقدس ومن ثم صلوات لراحة الموتى الأبدية. (وكالة فيدس 13/12/2016)