الموصل (وكالة فيدس) – خلال الأيام الأخيرة، تتحدث وسائل الإعلام عن "الاستعدادات لمعركة الموصل"، ومجدداً بدأ تصوّر ضرورة إطلاق "مشروع إنساني ضخم" لإنعاش المدينة والمنطقة بأسرها، عقب هزيمة جهاديي "الدولة الإسلامية". ولكن، "قبل العودة إلى العيش في مدننا الحبيبة في سهل نينوى"، لا بد من تخطي العائق الممثل بعدو شرس، والمخبأ تحت الأرض أحياناً بشكل أشياء شائعة الاستخدام. في الواقع، "على الرغم من انسحاب جهاديي "الدولة الإسلامية"، لا يزالون يزرعون الموت من خلال ألغام وعبوات ناسفة" ينشرونها في الحقول والمدن قبل الهرب. هذا هو الإنذار الذي وجهه بطريرك بابل للكلدان، صاحب الغبطة لويس روفائيل الأول ساكو، في نداء أطلقه أمس 13 سبتمبر. وفي النص الوارد إلى وكالة فيدس، قيل أن النهضة المدنية المحتملة للمناطق التي تمت استعادتها من الجهاديين تبدأ من خلال نزع الألغام.
وأعلن البطريرك أنه طلب منذ شهر يوليو من "الأخوة في العراق" – المنظمة الفرنسية الملتزمة بدعم الأقليات الدينية العراقية – الاهتمام بنزع الألغام من القريتين الأوليين في سهل نينوى اللتين حُررتا. فالتزمت المنظمة عينها بإعادة تأهيل أربع قرى أخرى كان معظم سكانها من المسيحيين والأكراد الكاكائيين – الجماعة الدينية التي تمارس شعائر توفيقية – قبل أن يحتلها تنظيم "الدولة الإسلامية". إذاً، وحده نزع الألغام من قبل خبراء وجمعيات مختصة سيقدر فعلاً على وضع حد لمنفى الراغبين في العودة إلى ديارهم. أقر البطريرك: "من الممتع أكثر بناء مدارس أو مستوصفات، وإنما لا يمكن إعادة إعمار شيء إذا لم تُنزع الألغام مسبقاً". (وكالة فيدس 14/09/2016)