داكا (وكالة فيدس) – إلى المكان الذي شهد مقتل 22 شخصاً على أيدي الإرهابيين في الأول من يوليو، أحضر شخص مجهول الأزهار، بما في ذلك إكليلاً كتب عليه بالانكليزية: "سامحونا". "أعتقد أنه يعبر عن عن الشعور المهيمن أو عن شعور قوي جداً يسيطر على البنغاليين عقب المجزرة: الذهول، الشك، الخوف، والقلق على الذات وعلى البلاد، وإنما أيضاً الشعور بأن هؤلاء الشباب انتهكوا بنغلادش وصورتها. إدراك الواقع بات مختلفاً ومليئاً بالانزعاج: نحن قادرون على ذلك". هذا ما قاله الأب فرنكو كانياسو، المرسل في بنغلادش، بشأن الوضع عقب المجزرة.
أتى المرسل الذي يكتب على مدونة معنونة "شظايا البنغال" على ذكر الشاب فراز أياز حسين الذي وقع في شراك الإرهابيين برفقة آخرين، وأخلي سبيله لأنه تمكّن من تلاوة مقاطع قرآنية. لفت المرسل: "كان قادراً على المغادرة، لكنه بقي ليشارك مصير صديقتين اعتقلتا بسبب لباسهما على الطريقة الغربية، فقُتل معهما. هو أيضاً كان بنغالياً وكان مسلماً. خياره يمثل شبه بلسم يخفّف الخوف الناتج عن الأعمال الوحشية التي نشهدها".
وأشار تحليل الأب كانياسو إلى ظاهرة المدارس القرآنية، حاضنة الكراهية والعنف، لكنه ذكر أيضاً أن الإرهابيين يتحدرون من عائلات غنية ولم يتعلموا في مدارس قرآنية بل في جامعات خاصة ودولية مرموقة. ووفقاً لمصادر محلية، اختفى خلال السنة الأخيرة حوالي 300 طالب وشاب خريج من التعليم العالي، ومن الممكن أن يكونوا قد انضموا إلى المقاتلين المتطرفين الجدد أصحاب المستوى الثقافي العالي. "لطالما كان يرأس مثقفون ومعلمون سيئون من العالم الجامعي كافة الأشكال الأكثر تطرفاً للإيديولوجيات الشمولية والعنيفة، في كل زمان وبلد. فضلاً عن ذلك، هناك أيضاً عامل الإنترنت الذي فتح مع الأسف الباب لمخاطر التعصب الأعمى المنقول عبر الموجات"، على حد قول المرسل الذي أشار إلى العناصر الأساسية الثلاثة لفهم ظاهرة الإرهاب في بنغلادش: المدارس القرآنية، الجامعات والإنترنت. (وكالة فيدس 12/07/2016)