اسطنبول (وكالة فيدس) - تمنّى قادّة دينيون مسلمون ومسيحيون في تركيا "رمضانَ محبةٍ وسلام وإخوّة بين الجماعات الدينية" موجّهين نداءً لجميع المؤمنين يدعو إلى التسامح والتعددية. جاءَ هذا النداء، كما ذكرت مصادر محلية لوكالة فيدس، خلال حدثٍ نظمته "مؤسسة مرمرة" في الأيام الماضية لمناسبة بدء شهر رمضان 2010، وهي منظمة غير حكومية تعملُ في تركيا منذ 25 سنة، وتنشطُ في الحقل الثقافي والاجتماعي والديني.
جمعتْ المؤسسة قادةَ مختلف الجماعات الدينية الحاضرة في تركيا، والذين تناولوا سويةً طعام الإفطار في المساء، بعد الصيام الذي يلتزمُ به المسلمون يوميًا خلال شهر رمضان. شاركَ في هذا اللقاء في هذا المساء البهيج، بالإضافة إلى علي بارداقولي، رئيس وزارة الشؤون الدينية، كلٌ من: صاحب السيادة المونسنيور انطونيو لوجيبيللو، السفير البابوي في تركيا؛ الخور أسقف المونسنيور يوسف ساج، النائب البطريركي لطائفة السريان الكاثوليك؛ المونسنيور يوسف جيتن، مترابوليت الكنيسة السريانية؛ المونسنيور آرام آتيسيان، النائب البطريركي للأرمن؛ ازاك هاليفا، الحاخام الأكبر للجماعة اليهودية.
وفي تحيته لجميع الحاضرين وللجماعات التي يمثّلونها، أكّد علي بارداقولي أهمية الصوم قائلاً إنه "ليس مجرّد امتناع عن الطعام والشراب" ولكنه "إعادة توجيه القلب نحو الأمور الروحية، في وسط كثرة متطلبات الحياة المعاصرة".
تمنّى الرئيس في الختام بأن يكون لقاء قادة الأديان التوحيدية الثلاثة في تركيا هذا، علامةً للبلاد وللعالم أجمع في تعليم الحوار والصداقة والمشاركة.
كما تذكّر الحاضرون وثمنوا علامات الانفتاح والحوار التي أبدتها مؤخرًا الحكومةُ التركية نحو الجماعات الدينية ذات الأقلية؛ كالقداس الإلهي الذي أُحتُفِلَ به في الخامس عشر من أغسطس الماضي عند دير سميلا القديم (في منطقة تريبيسوندا)، وفتح المجال للصلاة في كنيسة مار بولس في طرسوس (والتي كانت قد تحولت إلى متحف). وتمنّى الجميع العيش دومًا في جوٍّ بنّاء من الحوار والتعاون الافضل بين الجماعات الدينية والمؤسسات في تركيا. (PA) (وكالة فيدس 19-8-2010).