ليلونغوي (وكالة فيدس) "أكثر من أي وقت آخر يدق الفقر ناقوس الخطر في البلاد. فكل يوم يجلب وراء يوما أسوء". هكذا أفاد لوكالة فيدس الأب بيارجورجيو غامبا الأب المرسل الإيطالي، والذي يخدم منذ عقود في مالاوي، البلد الأفقر في العالم.
ويقول الأب غامبا: "إذا ذهبنا إلى المستشفيات في هذه الأيام فلن نجد حتى الأدوية الضرورية والأساسية". غير أن "أجنحة عازلة" تنتشر بقوة في المستشفيات بسبب الأمراض المعدية، مع آمال ضئيلة بالشفاء. والأسوء في هذا كله أن وجبات الطعام في المستشفيات قد تم خفضها من ثلاث وجبات إلى واحدة فقط في اليوم. ففي مالاوي هناك طبيب أورام واحد، والأنسولين غير متوفر".
يبدأ العالم الدراسي في مالاوي في السابع من شهر أيلول (سبتمبر) وتجد العديد من العائلات صعوبة في دفع الرسوم التي ترتفع بين ليلة وضحاها. غير أن تكلفة دورة تدريب الممرضين التي كانت بالأمس 150 ألف كواتشا مالاوية، وصلت إلى 850 ألفا، ذلك أنه لم يعد باستطاعة الحكومة تقديم الإعانات للقيام بدورات تدريبية التي تقدمها جمعية المستشفيات المسيحية في مالاوي، وهي خدمة مسكونية تغطي حوالي 50% من الرعاية الصحية في البلاد.
وتشمل دائرة الفقر في البلاد الكهرباء التي تزود المواطنين ساعات معدودة في النهار، والمواد الغذائية التي هي بدورها غير متوفرة في الأسواق بسبب الفيضانات التي قضت على المواسم، على حد تعبير الأب غامبا.
"هذه الأمور التي ذكرتها لكم قد تعطيكم لمحة مقتضبة عن الوضع الراهن في البلاد التي تخلت عن مساعدته الدول المانحة، لمعاقبة الفاسدين الذين كانوا قد سرقوا أموال الناس التي تقدمها هذه الدول من الخارج". ويختم الأب غامبا: "الإحباط هو اختبار صعب لشعب طبعه مسالم. فالبعض يتهامس ويقول أن أبسط المعطيات قد تكون القشة الأخيرة".
(وكالة فيدس 18-08-2015)