القدس (وكالة فيدس) – "استؤنفت المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية في أواخر يوليو، بعد ثلاث سنوات من المقاطعة. لكن البناء المستمر للمستوطنات الإسرائيلية يعيق الجهود". هذا ما شدد عليه بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال في رأيه الانتقادي لعمليات البناء والمعاملات العقارية المرخص لها والمدعومة من حكومة إسرائيل في ما يسمى بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وأتت تصريحاته في الرسالة الميلادية التي قرأها البطريرك للمراسلين في مؤتمر صحفي عقد في بطريركية القدس للاتين بعد ظهر الأربعاء 18 ديسمبر.
من بين الحالات التي أدت إلى التوترات بين البطريركية والسلطات الإسرائيلية، ذكر صاحب الغبطة طوال بالحكم المرتبط بـ "عملية كريمزان" – والذي وافق في شهر أبريل 2013 على الاستمرار في بناء جدار الفصل على أراض تابعة لعائلات فلسطينية وجماعات دينية – وبهدم منزل تابع لبطريركية اللاتين في القدس الشرقية قبل بضعة أسابيع. فإن هذين الفصلين يُعتبران "دليلين على تفاقم الوضع" مما "لا يسهل بأي طريقة عملية السلام".
بشأن الاتفاق الاقتصادي بين إسرائيل والكرسي الرسولي حول فرض الضرائب على ممتلكات الكنيسة، شدد البطريرك على أن "الامبراطورية العثمانية، وبريطانيا، والأردن، وحتى إسرائيل احترمت لأكثر من عشرين سنة الحالة الراهنة التي شملت إعفاء الكنائس من الضرائب. لكن إسرائيل تريد الآن إجراء تعديلات". ووفقاً للبطريرك طوال، من الضروري ألا تتخذ الاتفاقيات بين الكرسي الرسولي وإسرائيل حول هذه المسألة "منحى سياسياً يغير وضع القدس الشرقية التي احتلت سنة 1967"، بما أن الوضع النهائي للمدينة المقدسة "لا يزال مطروحاً على طاولة التفاوض".
وكتب صاحب الغبطة طوال في الأسطر الأولى من رسالته الميلادية أن عيد الميلاد "يوجه عيون العالم نحو بيت لحم. فمن هنا، من وسط الصراع والعنف اللذين يمزقان شرقنا الأوسط، ينبثق سر الميلاد بعذوبة وينتشر عبر العالم". ومن بين الأحداث المهمة المندرجة على جدول أعمال سنة 2014، أكد بطريرك القدس للاتين زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة "المقررة لشهر مايو المقبل، أولاً في الأردن ومن ثم في إسرائيل/فلسطين". (وكالة فيدس 19/12/2013)