يانغون (وكالة فيدس) – يجد شعب مينمار انعكاسًا لحياته وتاريخه من خلال حياة مريم وقصتها. هذا ما أعلنه رئيس أساقفة يانغون، المونسنيور تشارلز مونغ بو طالبًا من المؤمنين والأمّة بأسرها النظر الى العذراء القديسة وأخذ الوحي منها لرسم مستقبلهم. وأكد في عظته البارحة 8 ديسمبر في كاتدرائية القديسة العذراء في يانغون التّي كانت تغص بالمؤمنين للاحتفال بعيد الحبل بلا دنس ان "هذا العيد هو مناسبة للاحتفال بعبقريّة الأمة النسائيّة".
وأتى في النص الذّي حصلت وكالة فيدس على نسخةٍ عنه ان المونسنيور بو أكدّ على : "إن معجزة مينمار منوطة بالنساء. فتُبدد العذراء مريم كلّ غطرسة ويُظهر ايمانها قوّة الحقيقة وهي تتحدث الى بلادنا عن قيّم الحريّة والعدالة والحب والسلام والرجاء والسخاء والشجاعة والمغفرة والتسامح والعناية والرحمة. فمريم تُعلن اليوم بفرح: لقد صنع الرب من أجلي العظائم فأصبحت مريم أداةً بين أيدي اللّه الذّي أنزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتواضعين. وها هي مريم تفتح آفاق جديدة أمام بلادنا"
ويُذكّر المونسنيور في عظته حجّ يوسف الى الناصرة في اليهوديّة مع مريم التّي كانت حامل "لتسجيل أنفسهم" وهذا ما يفعله حاليًا شعب مينمار. فقال " خلال السنوات الستين الماضيّة، عاش شعب مينمار كشعب لا هويّة له إذ كنّا نتعرض للتمييز بسبب عرقنا في دولة لم تعترف سوى بعرقٍ واحد. فقد كنا ضحايا المتاجرين بالبشر وتعرضنا لسوء المعاملة في الصين وتايلاند وماليزيا إذ لم تكن لدينا أوراق ثبوتيّة. فخضعنا لأشكال مختلفة من الاسترقاق العصري ولا تزال آلاف النساء حتّى اليوم محرومات من أوراقهنّ الثبوتيّة".
بالإضافة الى ذلك، عانى شعبنا من حالة "اللجوء" أسوةً بمريم ويوسف عندما هربا الى مصر. "نحن أمّة لاجئين فلا يعيش ثلاثة ملايين من ابناء شعبنا في منازلهم وقد تمّ إجلاء معظمنا بعد ان طردنا العسكر وتجدر الإشارة الى ان النساء هنّ أكثر من تحمل وزر هذا الوضع المأساوي". ويُضيف قائلاً إن مريم مثال كلّ نساء مينمار. "فرحلة مريم تنتهي عند أقدام الصليب في حين تبدأ حياة نسائنا بحمل الصليب من لحظة بدئهنّ الصراع من أجل تأمين لقمة العيش لأولادهنّ او انقاذ أسرهنّ أو زيارة أطفالهنّ وآنائهنّ وأزواجهنّ المُحتجزين لسنوات طوال. فنساء مينمار هنّ على صورة مريم". (وكالة فيدس 09/ 12/ 2013)