اسطنبول (وكالة فيدس) – إن المقارنة بين الثورة التركية والربيع العربي "تبدو في الوقت الراهن مضللة". كما أن الأزمة القائمة "لا يمكن أن تُعتبر ذريعة لإنكار التوفيق المحتمل بين الإسلام والديمقراطية". هكذا، جاءت ردة فعل محلل الجغرافيا السياسية إمري أوكتيم، الأستاذ في القانون الدولي في جامعة غالاتاساراي في اسطنبول، على القراءات التي تقدم الاحتجاجات الشعبية الحاصلة في تركيا كإنكار تاريخي لفرضية المزج بين الأسلوب الديمقراطي والثقافة الإسلامية. وقال الأستاذ أوكتيم في حديث إلى وكالة فيدس أن تفسيرات استغلالية مشابهة تلقى نفياً من الدور الرئيسي الذي يؤديه في الأزمة نائب رئيس الحكومة بولنت آرنج شخصياً: "توصل إلى تهدئة الحركة. واعتذر من الشباب الذين كانوا قد بدأوا الاحتجاج بشكل غير عنيف وبدأ حواراً مع بعض المحتجين. ومع ذلك، فإن آرنج إسلامي مقتنع وتقليدي وشعبي، وفي الوقت عينه، هو مسالم ومعتدل. كما أنه مرتبط بحركة فتح الله غولن، المفكر المقيم في الولايات المتحدة الذي يدعم رؤية للإسلام المعاصر وغير المتطرف، والذي تجمعه علاقات جيدة مع اليهود والمسيحيين، ابتداءً من الكاثوليك".
ووفقاً للأستاذ أوكتيم، فقد أظهرت الاحتجاجات "حركة شعبية لا يمكن التقليل من شأنها، حركة سلمية إلى حد كبير وتفتقر إلى إيديولوجية موحّدة. يظهر 70% من المتظاهرين أن ما من علاقة تربطهم بالأطراف السياسية. وتنشأ من وسطهم شعارات ورموز ذات إلهام كمالي. لكن، يُعاد اكتشاف العلمنة الكمالية هنا في ردة فعل على مشاريع الأسلمة التي يتابعها بعض أقسام حزب رئيس الحكومة اردوغان". وفي مواجهة الأزمة التركية، ينبغي على الجماعة الأوروبية، بحسب الأستاذ أوكتيم، "ألا تعطي انطباعاً بأنها تريد التدخل مباشرة في السياسة التركية. هذا يعتبر كارثة. قد يستغل اردوغان التدخل الخارجي المحتمل كذريعة لمهاجمة حركة المعارضة. في هذا الصدد، يبدو أن الرسائل التي وصلت حتى الآن من البيت الأبيض حكيمة: تكفي الدعوة إلى الهدوء واحترام حقوق الإنسان. أما حركة المعارضة، فهي سوف تستمر فقط إذا استطاعت فعل ذلك بالاعتماد على قواها الخاصة". (وكالة فيدس 05/06/2013)