امبون (وكالة فيدس) - عاد التوترُ إلى امبون في جزر المولوكاس؛ فبعد المصادمات التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين يوم الأحد 11 سبتمبر، نزّلت الحكومة أكثر من 400 جندي مع دبابات في شوارع المدينة للفصل بين الجماعتين. وفي الوقت ذاته تدورُ في العاصمة جكارتا تساؤلات حول تواطؤات محتملة بين الشرطة ومثيري الشغب، وحول مجاميع من المحرضين تريد "تأجيج نار الحرب المقدسة". وصرّح لوكالة فيدس أسقفُ أمبونيا، المونسنيور بطرس مانداغي، قائلاً: "بعض المجاميع السياسية تريد اشعال الصراع واستغلاله لمصالحها الخاصّة. لا نريد أن يدفع شعب المولوكاس البريء ثمن لعبات في السلطة".
وأشار الأب بيني سوستو، مدير لجنة الحوار بين الأديان في مجلس أساقفة اندونيسيا، لوكالة فيدس: "عملُ المتطوعين المسيحيين والمسلمين خال من العنف، فهم يساعدون قوّات النظام ويشكّلون في امبون "حزام سلام" لفصل الحي المسيحي عن ذلك المسلم لحماية الجماعتين وتجنّب أعمال عنفٍ أخرى". وأضاف: "كان هناك استجابة فورية وفعّالة من القادة الدينيين والمواطنين ذوي الإرادة الصالحة. فالشعب يريد السلام والتناسق رغمًا عن المحرضين".
وأشار مصدرٌ موثوق لفيدس في الكنيسة الاندونيسية أنّ "الصراع في امبون يتبع نموذج الحروب الأهلية لعام 1999. فهناك العديد من قوات الجيش تأتي من خارج المولوكاس والأسلحة التي في حوزتهم من ترسانات الجيش. وهذا يثيرُ شكوكًا كثيرة". وحول الألعاب السياسية خلف "الحرب المقدسة" الجديدة، أشار مصدرُ فيدس: "هناك محاولة لتحويل اهتمام الرأي العام من المشاكل الكبرى التي تواجه الحكومة، كفضائح الفساد". ولحلّ مشكلة الصراع في المولوكاس، ختم بالقول: "لابدّ من مواجهة المسائل التي لا زالت مفتوحة: فللمسيحيين والمسلمين مطالب حول الأراضي والممتلكات "المجمدة" بعد صراعات عام 1999. لابدّ من حلّ هذه المسائل بالعمل بشرعيةٍ كاملة، وسيأتي التناسقُ بين الأديان كنتيجة". (PA) (وكالة فيدس 13-9-2011).