في روما، في الأراضي المقدسة وفي جميع أنحاء العالم:دليل عملي لطلب الغفران في سنة اليوبيل 2025

الجمعة, 20 ديسمبر 2024

بقلم جاني فالينتي

الفاتيكان (وكالة فيدس) – تقترح الكنيسة الكاثوليكية مرة أخرى الاحتفال بسنة اليوبيل في العام 2025، كوقت مميز للغفران والرحمة، وفرصة لاختبار الشفاء والخلاص بشكل مكثف من الخطايا والديون الأخرى التي تثقل كاهل الحياة والروح.

تعد إمكانية طلب الغفران والحصول عليه جزءا لا يتجزأ من تقليد اليوبيل ويتعلق به بشكل أساسي " يسمح الغفران لنا بأن نكتشف رحمة الله غير المحدودة. ليس من قبيل الصّدفة أنّه في العصور القديمة كانت لفظة ”الرّحمة“ مرادفة للفظة ”غفران“، وذلك لأنّ هذه اللفظة تعبّر عن ملء مغفرة الله الّتي لا حدود لها"، بحسب ما كتبه البابا فرنسيس في مرسوم الدّعوة إلى اليوبيل العادي 2025 (Spes non confundit § 23).

نعرض لكم الدليل الموجز الذي يحتوي على توجيهات أساسية حول ما يجب القيام به - في روما وفي الأرض المقدسة وفي كل مكان من العالم - لطلب هبة الغفران الكامل خلال سنة اليوبيل.

ما هو الغفران؟
"الغفران هو أن يجنبنا الله من العقاب الزمني الذي هو نتيجة تبعات الخطايا المغفورة غلطتها وترك العقاب هذا يخطئ به المؤمن بشروط معينة، بفعل الكنيسة التي جعلها الله قيمة على ثمار الفداء فتوزعها بسلطانها، وتطبق على المؤمن استحقاقات المسيح والقديسين".(Codex Iuris Canonici, can. 992).

ما هي العقوبة الزمنية؟
انّ للخطيئة مفعول مزدوج. أولاً وقبل كل شيء، فالخطيئة الثقيلة تحرمنا من الشركة مع الله وتجعلنا، فيما بعد، غير أهل للحياة الأبدية وهذا ما يسمى "بالعقاب الأبدي" للخطيئة. يتم إلغاء هذا من خلال اللجوء المثمر إلى سر الاعتراف وإعادة القبول بالشركة مع الله في حالة النعمة الخارقة للطبيعة. ثانيا، من ناحية أخرى، كل خطيئة حتى الخطيئة العرضية، تجعلنا نتعلّق تعلّقاً مرضيّاً بالخلائق، وهذا التعلق يحتاج إلى تنقية، سواء في هذا العالم او ما بعد الموت، في الحالة المعروفة "بالمطهر". هذه التنقية تعفينا مما يسمى "بالعقاب الزمني" للخطيئة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 1472)

ما هو الغفران الكامل؟
الغفران الكامل هو الإعفاء من كل العقوبات الزمنية المترتّبة على الخطايا المغفورة. وهذه المغفرة، في حالة الخطايا المميتة، تمر بالضرورة من خلال سرّ الاعتراف.

من يمكنه الحصول على الغفران؟
يمكن الحصول على الغفران من قبل أي شخص معمد وليس في سجله الكنسي حرم ، يجب على المؤمنين المعمدين أن يكونوا في حالة النعمة، أي بدون خطيئة مميتة، لأن دين العقوبة الزمنية لا يمكن أن يُغفر إلا بعد إلغاء الذنب ومغفرة العقوبة الأبدية التي تم الحصول عليها من خلال السر الاعتراف أو، إذا كان من المستحيل الاعتراف، من خلال فعل ندامة صادقة، بهدف الوصول إلى سر التوبة في أقرب وقت ممكن.
كما أن نية الحصول على التساهل ضرورية أيضاً، لأن المغفرة لا تُمنح إلا لمن كانت لديه النية الإيجابية للحصول عليها.

كيفية الحصول على الغفران الكامل:
من أجل الحصول على الغفران الكامل، بالإضافة إلى فعل الغفران الذي تمنحه الكنيسة، يجب دائما استيفاء الشروط التالية:
- ممارسة سرّ الاعتراف (يجب أن يكون الاعتراف "فرديا وكاملا")
- المناولة المقدّسة
- الصلاة وفقا لنوايا البابا (على سبيل المثال ، أبانا والسلام عليك مريم).

كيف يمكن لكل مؤمن أن يتلقى الغفران الكامل يومياً خلال عام اليوبيل 2025؟
هنالك أحكام لمنح الغفران خلال اليوبيل العادي لعام 2025، نشرتها دائرة التوبة الرسولية حول الشروط للحصول على الغفران وهذه الأحكام الموقعة من قبل نيافة الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس في 13 ايار/ مايو 2024، يمكن أن تؤدي إلى الحصول على الغفران الكامل، مع الحل ومغفرة الخطايا كل يوم طوال سنة اليوبيل.

بالإضافة إلى مراعاة الشروط المعتادة (التوبة الحقيقية، والاعتراف، والمناولة والصلاة وفقا لنوايا الأب الأقدس)، من أجل الحصول على الغفران الكامل لليوبيل. يمكن للمؤمنين القيام يوميا، بأعمال ذات طبيعة مختلفة، تساعدهم في نيل الغفران وهي المدرجة أدناه:

* الحج والزيارات إلى الأماكن المقدسة

يمكن للمؤمنين أن ينالوا الغفران في اليوبيل إذا ذهبوا للحج إلى أحد الأماكن المقدسة التي حددت في مسار اليوبيل. من خلال المشاركة في القداس الإلهي، أو درب الصليب، أو تلاوة المسبحة الوردية المقدسة، أو صلاة الأكاتيستوس، أو في احتفال توبة ينتهي باعترافات فردية للتائبين.


- في روما وإيطاليا
إذا كان المؤمنون في روما، يمكنهم أن يحصلوا على الغفران الكامل من خلال المشاركة في رحلة حج واحدة على الأقل إلى البازيليكات البابوية الأربعة الكبرى (القديس بطرس في الفاتيكان، القديس يوحنا في اللاتران، القديسة مريم الكبرى، القديس بولس خارج الأسوار). بمناسبة سنة اليوبيل، بالإضافة إلى مواقع الحج المذكورة أعلاه، سيكون من الممكن زيارة كنيسة سانتا كروتشي في جيروساليم اورشليم، وكنيسة سان لورينزو آل فيرانو ، وكنيسة سان سيباستيانو (المراحل التي تكمل ما يسمى ب "زيارة الكنائس السبع" ، العزيزة جدا على القديس فيليب نيري)، وملاذ الحب الإلهي، وكنيسة سانتو سبيريتو في ساسيا، كنيسة سان باولو ألي تري فونتان (مكان استشهاد الرسل)، سراديب الموتى المسيحية. بالإضافة إلى ذلك، سيكون من الممكن زيارة كنائس مسارات اليوبيل المخصصة للمسار الأوروبي والكنائس المكرسة على اسم النساء القديسات شفيعات أوروبا ومعلمات الكنيسة في إيطاليا (كنيسة سانتا ماريا سوبرا مينيرفا ، سانتا بريجيتا كامبو دي فيوري ، كنيسة سانتا ماريا ديلا فيتوريا، كنيسة ترينيتا دي مونتي، بازيليك سانتا سيسيليا في تراستيفيري، كاتدرائية سانت أوغوستينو في كامبو مارزيو) ، يمكن أيضا تنظيم رحلات الحج اليوبيلية إلى البازيليكات البابوية الثانوية في أسيزي، القديس فرنسيس والقديسة مريم الملائكة، وكذلك إلى البازيليكات البابوية لسيدة لوريتو، سيدة بومبي والقديس أنطونيوس بادوفا.



- في الأراضي المقدسة
في أرض يسوع، من الممكن القيام بالحج اليوبيلي وطلب الغفران العام من خلال زيارة واحدة على الأقل إلى واحدة من الكنائس الثلاثة: كنيسة القيامة في القدس، أو كنيسة المهد في بيت لحم أو كنيسة البشارة في الناصرة.



-على الصعيد العالمي
يمكن للمؤمنين الحصول على الغفران اليوبيل إذا قاموا بزيارة أي مكان مقدس في أي بلد هذه الأمكنة تشمل الكناس البازيليكية الصغيرة، والكنائس الكاتدرائية، والمقامات المريمية التي يحددها أسقف الأبرشية كمكان لليوبيل، وكذلك الأماكن الوطنية أو الدولية التي حددتها المجالس الأسقفية. وكل أسقف وكهنته يجددون الوقت المناسب للتأمل أو السجود أمام القربان. ويختمون بصلاة الأبانا وقانون الإيمان والصلاة إلى القديسة مريم والدة الله.

إن المؤمنين الذين يتوبون حقّاً، ولكنهم ممتنعون عن المشاركة في الحج والزيارات التقوية لأسباب تخرج عن ارادتهم (مثل الرهبان والراهبات الحبساء والمرضى والسجناء)، يمكنهم أن ينالوا غفران اليوبيل بنفس الشروط إذا اتحدوا مع الحاضرين المؤمنين، لا سيما في الأوقات التي تبث فيها وسائل الإعلام كلمات الحبر الأعظم أو أساقفة الأبرشية، كذلك من خلال تلاوة صلاة الأبانا وإعلان الإيمان بجميع أشكاله الشرعية والصلوات الأخرى وفقا لأهداف السنة المقدسة.

*أعمال الرحمة والتوبة التي يُشهد بها على الارتداد
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤمنين الحصول على غفران اليوبيل من دون القيام بالحج أو زيارة لمواقع اليوبيل:
- من خلال المشاركة في الرسالات الشعبية
- من خلال المشاركة في الرياضات الروحية أو اجتماعات التنشئة حول نصوص المجمع الفاتيكاني الثاني والتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، والتي ستعقد في كنيسة أو مكان مناسب آخر.
- القيام بأعمال الرحمة الجماعية والروحية.

- أداء أفعال التوبة مثل :
أ) إعادة اكتشاف قيمة التوبة ليوم الجمعة، والامتناع ليوم واحد على الأقل عن الانحرافات غير المجدية (مثل تلك التي تسببها وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية) والاستهلاك الزائد (مثل الصيام أو ممارسة الامتناع عن ممارسة الجنس وفقا للقواعد العامة للكنيسة) وإعطاء مبلغا من المال للفقراء.
(ب) دعم الأعمال ذات الطابع الديني أو الاجتماعي، ولا سيما من أجل الدفاع عن الحياة وحمايتها بجميع مراحلها، والأطفال المتروكين، والشباب الذين يواجهون صعوبات، والمسنين الوحيدين أو المحتاجين، والمهاجرين من مختلف البلدان؛
(ج) تخصيص جزء مناسب من وقت فراغهم للأنشطة التطوعية التي تهم المجتمع المحلي أو غيرها من أشكال الالتزام الشخصي المماثلة.

على الرغم من القاعدة العامة التي تنص على أنه لا يجوز منح الغفران إلا مرة واحدة في اليوم (راجع Enchiridion Indulgentiarum، الطبعة الرابعة، المعيار 18، §1)، فإن التعليمات الصادرة عن دائرة التوبة الرسولية عن مبادئ قبول الغفران العام خلال سنة اليوبيل 2025 تنص على أن "المؤمنين الذين قاموا بعمل المحبة نيابة عن النفوس في المطهر، إذا اقتربوا بشكل شرعي من سر المناولة مرة ثانية في نفس اليوم، يمكنهم الحصول على غفران كامل مرتين في نفس اليوم، ينطبق فقط على المتوفى (وهذا يفهم في سياق الاحتفال الإفخارستي)". (وكالة فيدس 20/12/2024)


مشاركة: