أفريقيا / الجزائر - انتخابات الرئاسة غدا في الجزائر حيث يلعب الجيش دورا شديد الأهمية

الجمعة, 6 سبتمبر 2024 انتخابات   جنود  

الجزائر (وكالة فيدس) - سيصوت الجزائريون غدا ، 7 ايلول/ سبتمبر ، لانتخاب رئيس الدولة. وينظر إلى الرئيس الحالي عبد المجيد تبون (78 عاما) على نطاق واسع على أنه المرشح الأوفر حظا. امّا خصومه الوحيدون، الذين قبلتهم المحكمة الدستورية وأكدتهم الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، هما اثنان: الإسلامي عبد العالي حساني شريف من حركة مجتمع السلم (الانتماء الجزائري لجماعة الإخوان المسلمين) ويوسف عوشيش، امين سرّ حزب المعارضة التاريخي، جبهة القوى الاشتراكية.
لا يبدو أن التصويت، الذي تم تقديمه (كان من المفترض أن يتم في كانون الاول/ ديسمبر)، يثير حماسا كبيرا بين الشعب الجزائري، الذي يعاني من عواقب الزيادة الحادة في أسعار الضروريات الأساسية. ووفقا لبعض التفسيرات، يبدو أن القرار الذي أعلن في آذار/مارس بتقديم موعد الانتخابات إلى أيلول/سبتمبر أملته الرغبة في تجنب المظاهرات الاحتجاجية. والواقع أن الحملة الانتخابية بلغت ذروتها في أغسطس/آب، وهو شهر حار في الجزائر، مما جعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تنظيم المظاهرات. بالإضافة إلى ذلك ، كان معظم العمال في إجازة ، مما قلل من إمكانية الإضراب.
وصل تبون إلى السلطة في عام 2019، بعد يوم من سقوط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان من المقرر أن يحكم لولاية خامسة، على الرغم من الصحة الهشة والسلوك الحكومي الذي اتسم بالفساد وعدم الكفاءة. وكان السكان الساخطون قد أطلقوا حركة الحراك الشعبية، التي خرجت إلى الشوارع للمطالبة باستقالة بوتفليقة. تولى تبون منصبه واعدا بإصلاحات، لكن جائحة كوفيد في عام 2020 سمحت للنظام بإدخال تدابير لتقييد حركة السكان وفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي التي شلت الحراك فعليا وسيطرت عليه.
في الواقع، شهدت رئاسة تبون تعزيزا لدور الجيش في إدارة السلطة، وهو اتجاه بدأ بالفعل في عهد بوتفليقة، عندما تحول مركز ثقل السلطة الحقيقية من الأجهزة الأمنية (التي تغيرت اختصاراتها بمرور الوقت ولكن يشار إليها بالعامية باسم الأمن العسكري) إلى القيادات العليا للقوات المسلحة. وغالبا ما يظهر قائدها العام، الجنرال سعيد شنغريحة، في الاحتفالات العامة إلى جانب الرئيس. وبتسليط الضوء على التهديدات، الحقيقية أو المفترضة، الداخلية والخارجية للجزائر، تم منح القوات المسلحة أدوارا متزايدة الأهمية في الحياة العامة، وزيادة ميزانية الدفاع إلى ما يقرب من 20 مليار يورو في عام 2023.
في هذا المناخ ، من المفهوم أن معدل المشاركة هو الرقم الحقيقي الذي سيشير إلى درجة قبول النظام من قبل السكان. ومن بين 45 مليون نسمة، سجل 23 مليون شخص فقط للمشاركة في المشاورة. في غضون ذلك، بدأت عمليات التصويت للجزائريين المقيمين في الخارج يوم 2 ايلول/ سبتمبر. (ل م) (وكالة فيدس 6/9/2024)


مشاركة: