أحمد اباد (وكالة فيدس) - صناعةُ الماس وتوترات بين متشددين مسلمين وهندوس: عنصران أساسيان لفهم الأسباب والتعرّف على مرتكبي الاعتداءات الأخيرة على مومباي. وكما أعلن لوكالة فيدس الأبُ اليسوعي سيدريك براكاش، مديرُ مركز حقوق الإنسان للعدالة والسلام "براشانت" في أحمد اباد في كوجارت، أنّ "من الصعب فهم ماذا ومَن دفع إلى الاعتداءات في مومباي ولا زالت الشرطة تعملُ جاهدة. ولكن من الواضح أنّ المناطق المتضررة هي تلك التجارية على وجه الخصوص، كمناطق تجارة الماس التي يُعرف بها أهلُ غوجارت". وواصل الأب باركاش: "من المعروف أيضًا أن مذابح عام 2002 في غوجارت والتي فقد فيها أكثر من 2000 مسلم حياتهم على يد المجاميع المتطرفة الهنودسية، لم ينساها كثيرون. وأنّ السلطات مثل رئيس الوزراء (في ذلك الوقت واليوم) ناريندا مودي - قائد قومي هندوسي معروف بمواقفه الأصولية - لم يعبّر أبدًا عن أسفه لما حدث. واليوم، وبعد عشرة سنين من أعمال العنف، لا زال الضحايا يطالبون بالعدالة. تجاه هذا الاستياء، تجدُ المجاميع الإرهابية أرضية رحبة للقيام بنشاطهم". وبينما توجدُ وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلنتون في الهند للقيام بحوارات حول التعاون بين الهند والولايات المتحدة الامريكية، يبقى اهتمامُ الرأي العام في الهند مركّزًا حول الاعتداءات التي ضربت مومباي. وفضلاً عن كونها عاصمة مقاطعة مهارشترا ومركزًا للتمويل ولأسهم السوق في الهند، فهي أيضًا واحدة من أكبر العواصم الهندية في صناعة وتجارة الماس، إلى جانب سورات المدينة الصناعية لمقاطعة غوجارت. وضربت الاعتداءات بعض المناطق الرئيسية لصناعة الماس هذه: إذ انفجرت قنبلة في زافيري بازار، مركز سوق الماس والمجوهرات، وانفجرت قنبلة ثانية بقرب برج بانكراتنا حيث يوجد آلاف المكاتب التجارية لبيع الماس.
ويُلاحظ أنّ 70% من الماس في العالم يتمّ تقطيعه وتنظيفه في الهند، بين سورات ومومباي. وتستورد الهند كلّ سنة الماس بما يقدر 11 مليار دولار وتصدّر بـ28 مليار دولار، ويديرُ الجزءُ الأكبر من صناعة وتجارة الماس تجّارُ غوجارت، من سورات إلى مومباي ذاتها.
ووجدت منظمة "المجاهدين الهنود" المتطرفة المشكوك في قيامها بالعديد من الاعتداءات في شبه القارّة وتلك الأخيرة في مومباي، في السنوات الأخيرة من خلال ردة فعل العنف ضدّ المسلمين عام 2002. وبحسب المحللين وجهاز المخابرات، من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين صناعة الماس والاستياء المنتشر بين الجماعة المسلمة في غوجارت، والتي تحسّ نفسها إلى الآن ضحية الظلم والتمييز. ومن أجل نزع فتيل التوترات والعنف بين الجماعات، والتي تضربُ غالبًا الأقليّات المسيحية والمسلمة في الهند، أعدّت الحكومة الهندية مقترح قانون لحماية الأقليّات العرقية والدينية والثقافية في الهند، والذي ينبغي أن يصل قريبًا إلى البرلمان. (PA) (وكالة فيدس 22-7-2011).