بهوبانسوار (وكالة فيدس) - استهدفتْ عمليةُ اغتيالٍ شابةً مسيحيّة في أوريسا، بانيتا برادهان، 17 عامًا، طالبة في كليّة، بعد أنّ تمّ اغتصابها. ويقولُ المسيحيون إنّ المجاميعَ المتطرّفة الهندوسية مسؤولةٌ عن الحادث، إذ تستمرُّ بإيذاء الأقليّات في البلاد دون أن تنال أيّ عقاب.
وعثرت الشرطة على جثّة بانيتا برادهان يوم أمس، 15 مايو، وهي تحملُ علامات ضرب وجروح ووجهًا مشوّهًا، عند منطقة جي اودياجيري، في كندامال التي كانت مسرحًا لأعمال عنفٍ ضدّ المسيحيين عام 2008. وكانت الشابة قد اختفتْ منذ يوم 9 مايو تاركةً أهلها في عذاب. وبحسب والد الضحية، فإنّ الشكوك تتجهُ ضدّ الناشط الهندوسي دنيش نايك ومتطرفين آخرين قاموا باغتصاب الشابة أولاً ثمّ قتلوها.
وشرح لوكالة فيدس آسيت موهانتي، المندوب الاقليمي لـ"المجلس العالمي لمسيحيي الهند" في أوريسا، وهي منظمة غير حكومية تعملُ في الدفاع عن حقوق المسيحيين، قائلاً: "هناك خوفٌ كبير يستولي على الشعب لأنّ قتلَ المسيحيين يستمرُ. وهناك مخاوف من تكرار أعمال عنف جماعيّة. نصلّي اليوم ونطلب حماية الله، كما نطلبُ من الشرطة أن تجري سلسلة من التحقيقات، لأنّها وعدتنا شفويًا ولم تعطي أيّة نتائج".
وبحسب المجلس، تكمنُ وراء عملية الاغتيال الجماعاتُ المتطرّفة الهندوسية ذاتها المسؤوولة عن مذبحة عام 2008، مع هذا يتطلبُ اجراء تحقيق لإثبات ذلك ومعاقبة المجرمين. ويقول موهانتي: "إذا لم تأخذ الشرطة والسلطات المدنية القضية على عاتقها، لأسبابٍ واضحة تكمنُ في التواطؤ مع المتطرّفين، سيبقى هذا الاغتيالُ أيضًا مهملاً دون معاقبة مرتكبيه".
وأشار المندوب الاقليمي أنّ حالات الشابات المخطوفات، اللواتي أُغتصبنَ ثم قُتلنَ، ازدادت في السنين الأخيرة، وتخلقُ جوًا من الرعب للجماعة المسيحية. وكتبت المنظمة رسالة إلى محافظ أوريسا، اطلقت فيها نداءً للسلطات الفدرالية الهندية، لكي تفرض احترام قانون الدولة، "حيث انعدام القانون والافلات من العقاب يحكمان على الاقليّات المسيحية بالاضطهاد".
ويذكرُ المسيحيون عملية أغتيال أخرى تحيطها الشكوك، مقتل الراعي ساول برادهان الذي عُثر عليه ميتًا في يناير 2011 في ذات المنطقة. وتمّ القبضُ حاليًا على متطرفَين هنودسيين يُشتبه بارتكابهما الجريمة. وكانت كنيسة أوريسا قد سجّلت قبل بضعة أشهر شكوى ضدّ وجود "أخبار خطرة حول التجارة بشابات على نطاقٍ واسع في أوريسا، وأغلبية الضحايا هنّ شابات مسيحيات. وأعطت أعمال العنف ضدّ المسيحيين عام 2008 الفرصة للعصابات الإجرامية لإيجاد فرائس سهلة بين اللاجئين والفقراء". ويُحتمل أن تكون بانيتا برادهان هدفًا لهؤلاء المجرمين المتاجرين بالبشر. (PA) (وكالة فيدس 16-5-2011).