القاهرة (وكالة فيدس) - عيّن حزبُ الحرية والعدالة التابع للأخوان المسلمين، معاون رئيسٍ لها وهو القبطي رفيق حبيب. وأكّدَ عبد المنعم أبو الفتوح، مفكرٌ قريب على الأخوان المسلمين ولا ينتمي إلى حزب العدالة والسلام بل يقدّم نفسه كمرشّح مستقل للانتخابات الرئاسية المقبلة، على حقّ حريّة المعتقد مستنكرًا الاهتداءات القسريّة. وقال خلال مقابلة أجرتها معه قناة فضائية: "لا يمكنُ لأحد أن يتدخّل إذا قرر مسيحي أن يهتدي إلى الإسلام أو إذا قرر مسلم ترك الإسلام ليصبحَ مسيحيًا". وأضاف: "إجبارُ الأشخاص على تبنّي دينٍ معين يقودُ إلى نمو النفاق". وأكّد عبد الفتاح أن الحكم بالموت لمَن ينكر دينه الإسلامي يعودُ إلى السنوات الأولى من الإسلام، ولم يكن مقصودًا به الاهتداء، بل اولئك الأشخاص الذين كانوا يحاربون الإسلام بالأسلحة.
وعلّقَ لوكالة فيدس الأب لوتشانو فيردوشا، مبشر كومبوني ودارس للدين الإسلامي ويعملُ منذُ سنين في القاهرة، قائلاً: "بعد الثورة، لم تظهر فقط القوى الأصوليّة التي أذّت الشعب بأعمال العنف (مستوحية بعضَ عناصرها ربما من النظام القديم)، بل ظهر أيضًا طلبُ جزءٍ مهم من الشعب لحكومةٍ علمانية بقدر الإمكان". وأضاف: "ويظهرُ الآن في داخل حزب الأخوان المسلمين، الذي يُنظر إليه على أنّه شديدُ الايدولوجية من وجهة النظر الدينية، مفكرون قادرون على القيام بقراءةٍ نقديّة لماضي الإسلام، وهو أمرٌ لابدّ من أخذه بالحسبان". وقال أيضًا: "يؤخذُ بنظر الاعتبار أيضًا تحرّكه على الصعيد السياسي، فإن كانَ يرغبُ في الحصول على أصوات الناخبين خارج نطاق المرجعية الايدلوجية، لابدّ له أن يظهرَ كقوّة معتدلة. ولهذا ينبغي أن نرى فيما إذا كنّا أمام استراتجية للوصول إلى السلطة لكي تُفرض فيما بعد نظرةٌ إسلامية على المجتمع". وختم بالقول: "أتمنى، على أيّة حال، أن يُفتح حتّى في الإسلام نقاشٌ يؤدي إلى إعادة النظر في المواقف، وبصورةٍ خاصّة فيما يخصّ حقوق الإنسان الأساسية، ابتداءً من حرية المعتقد". (L.M.) (وكالة فيدس 17-5-2011).