Foto di Youssef S. Rouphael
الهرمل (وكالة فيدس) - لانّ حياتها الطويلة تميّزت بزرع الخير أينما حلّت، أراد المسلمون الشيعة في مدينة الهرمل اللبنانية التي تقع في شمال سهل البقاع ، أداء صلواتهم من أجل روح الأخت بربارة ليسوع عرفاناً بمحبّتها وروحها الطيبة ، والاخت بربارة هي من الأخوات الصغار وقد توّفت عن عمر يناهز أكثر من تسعين عامًا . وقام أهل الهرمل بدعوة جميع سكان المنطقة إلى قراءة الفاتحة صباح يوم الأحد 2 كانون الثاني/ يناير في حسينية الإمام زين العابدين في حي الحارة. وفي الرسالة الداعية إلى عرض حق الاقتراع ، تم الإعراب عن الامتنان للحب الذي "تزرع به الأخت باربرا الخير أينما حلّت". وكُتب على رايةً رفعت في شارع حي المسجد " يفتقدك أهل الهرمل نموذجاً للتفاني والمحبّة والنقاء فإالى رحمة الله الواسعة يا أخت بربارة".
وبحسب ما أطلع بعض الحاضرين وكالة فيدس، تلّقت أخوات الأخت بربارة التعازي من أعضاء وشخصيات المجتمع المحلي في مراسم العزاء. وعبّر احد المسؤولين عن امتنانه لوجود الأخوات في المنطقة ، مذكراً أن عملهن رافق حياته كلها ، منذ كان طفلا. ومن أجل روح الأخت بربارة ، تلا العديد من المسلمين الذين حضروا سورة الفاتحة ، وقدّموا القهوة المرة التقليدية للحاضرين ، كما هي العادة خلال تقديم التعازي في الجماعات اللبنانية المسيحية والمسلمة في المنطقة.
وانّ مبادرة أهل الهرمل في فتح بيوتهم مواساة لروح الأخت بربارة هي تأكيد على ثمار العمل الرسولي الصامت الذي قام به كثيرون كرّسوا ليسوع في الحياة اليومية لشعوب الشرق الأوسط.
أمضت الأخت بربارة كساب ، وهي من أصل مصري ، حياتها كلها تسير على خطى المسيح ، وتقوم بأعمال صالحة لخير إخوتها المسيحيين والمسلمين ، في أرض مجروحة ومزقتها أحيانًا نزاعات بين الأخوة. "حزن كبير على الأرض وفرح عظيم بالسماء بإنتقال الأخت بربارة التي نذرت حياتها للعمل الكنسي والعمل الاجتماعي والعطاء اللامتناهي في خدمة المجتمع وخدمة الفقراء والمحتاجين في المنطقة". وتم الإعراب عن الامتنان لحضور الأخوات الصغار اللواتي " يشكّلن علامة فارقة في أيامنا الصعبة وعلامة مضيئة في عالمنا المظلم لذلك ستكون روحها الطاهرة هدية الميلاد لطفل المغارة يسوع المسيح. ارحلي بسلام ، أيتها الأم والأخت الفاضلة ، ولتكن نفسك فداً عنّا وعن أهلنا ومجتمعنا وكلّ منطقتنا ".
قبل الانتقال إلى الهرمل ، أقامت أخوات يسوع الصغيرات المنتميات إلى الجماعة التي أسستها الأخت ماجديلين حوتين على الخطى الروحية للطوباوي شارل دي فوكو مقامهم في قرية رأس بعلبك المسيحيية خلال سنوات الصراع اللبناني . وكان بيت الأخوات الصغاردائماً مكان سلام وتعايش سلمي لفتيان وفتيات المنطقة. واليوم وفي الأرض الملحقة بدير الهرمل الصغير ، يزرعن أشجار الزيتون والكروم والبقول والأشجار المثمرة. في عام 2017 ، عندما دخلت الميليشيات الجهادية من سوريا المنكوبة وادي البقاع ، أخذ رئيس البلدية على الفور الأخوات الصغيرات ووضعهن تحت حمايته. وسهر الجيران المسلمون على أمن الدير بانتظارعودة الراهبات اليه وطلبوا منهنّ بعد العودة عدم المغادرة مرة أخرى. وهكذا تستمرّ الأخوات في إتمام دعوتهم الإرسالية والتأملية في الوقت عينه : أن ينظروا ويشهدوا بمبادراتهم اليومية علامات حضور المسيح بين المسلمين ومحبته لهم.(ب.ر./ج.ف.)( وكالة فيدس 03/01/2022)