معلولا (وكالة فيدس) – تمّ اعادة نسخة ايقونة "المصلوب والعشاء السرّي " الى المذبح بعد ان سُرِقَت من دير القديس سرجيوس وباخوس في معلولا في عام 2014 عندما احتلّ جهاديو النصرة القرية السورية. أُنجِزَت هذه المبادرة بالتعاون مع بيريجو وهي منّظمة غير حكومية ومعهد زكريا للاباء البرنابيت في ميلانو ومركز التضامن الدولية التابع لجامعة القلب الاقدس الكاثوليكية. تعود الايقونة لجمع شمل الجالية المسيحية السورية،ولتؤكّد أن عنف الإرهاب لا يمكن إلا أن يعزز هوية أولئك الذين يؤمنون بالتعايش السلمي. خلال زيارتهم إلى سوريا، سلّم مسؤولو المنظّمات المشاركة في المبادرة أيضا نسخة لسيدة العناية الالهية التي تبرّع بها الاء البارنابيت لمار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك كنيسة السريان الأرثوذكس، بالإضافة الى بعض المساهمات والمشاريع لدعم مجموعات الشباب في دمشق ومعلولا وحلب. تمكن الوفد من زيارة مدينة حمص، وقام ايضاً ببعض الزيارات لإطلاق سلسلة من النشاطات لصالح الشعب السوري التي تدعو للاعتراف والاهتمام في مرحلة دقيقة، تتسم بالحاجة إلى دعم إعادة الإعمار و المصالحة الوطنية بعد سنوات من الصراعات المدمرة. تقع معلولا على بعد 55 كلم شمال شرق دمشق وهي معروفة في جميع أنحاء العالم لكونها احد الأماكن حيث ما زالت اللغة الآرامية، لغة المسيح، متداولة حتّى اليوم ويوجد فيها دير القديسة تقلا للراهبات الأرثوذكسيات وكنيسة القديسين سرجيوس وباخوس للروم الملكيين الكاثوليك . بين أيلول 2013 وآذار 2014 ، احتلت ميليشيات من المجاهدين الإسلاميين المناهضين للأسد قرية معلولا الصخرية في واحدة من أشد مراحل الصراع السوري. بعد إعادة الاستيلاء على القرية من قبل الجيش الحكومي السوري ، وثّقت الصور والأوصاف التي نشرتها مصادر حكومية وكذلك وكالات صحفية دولية الدمار الذي عانت منه أماكن العبادة المسيحية خلال أشهر احتلال الميليشيات الجهادية. على وجه الخصوص ، تم إلحاق ضرر جسيم في دير الروم الملكيين، حيث دُمّرت الكنيسة وتحطّمت الصور والكتب المقدسة واختفت الايقونات والاجراس بالاضافة الى الصليب الذي كان يعلو قبّة الدير. أسس دير مار سركيس (سان سيرجيو) في نهاية القرن الخامس وكُّرِسَ للقديسين سيرجيو وباخوس، الجنود الرومان الذين استشهدا بسبب إيمانهما تحت حكم الإمبراطور جاليريوس. (250-311 بعد الميلاد ). ويقع فندق سفير على التلة فوق الدير وهو الفندق الذي سيطرت عليه الميليشيات المتمردة وجعلته مقرّها. كان يعيش في قرية معلولا الصخرية 5000 سوري قبل أن تطغى عليها الحرب الأهلية وكان معظمهم من المسيحيين (الكاثوليك والأرثوذكس ). وفي الأيقونة الأصلية للصليب وللعشاء السرّي، يظهر التمثيل المزدوج للصلب و للعشاء الأخير: يمثل الجزء العلوي المسيح المصلوب مع العذراء والرسول يوحنا ، التلميذ الحبيب ، بينما يظهر النصف السفلي تمثيلًا للعشاء الأخيرمفصّلاً بشكل خاص حيث انّ يسوع يوجد على الجانب الأيسر من الطاولة بدلاً من أن يكون في وسط المشهد في وضعية ذلك الحاضر للخدمة.
والطاولة التي يحيط به يسوع والرسل ممثّلة بشكل شبه دائري ، مشابه لمذبح الكنيسة المركزي (الذي هو في الواقع مذبح وثني قديم مستعاد ومتكيف مع عبادة الأسرار المسيحية في القرون المبكرة ، ثم موت وقيامة المسيح). (ج.ف.)( وكالة فيدس 17/01/2019)