مانيلا (وكالة فيدس) -اطلق الأب لوتشيانو ايرل فللوني وهو مرسل أرجنتيني يعيش منذ عشرين عاما في الفلبين، نشاطاً موسعاً في رعيته في أبرشية نوفاليشس بالقرب من مانيلا يتضمّن برنامجا لإعادة تأهيل مدمني المخدرات ومساعدتهم لعيش حياة كريمة. هذا هو النهج الذي تقترحه الكنيسة في الفلبين رداً على حملة مكافحة المخدرات التي أطلقها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتير.وقد اراد هذا الاخير منذ انتخابه في حزيران 2016 القضاء على المشكلة بشكلٍ جزري مستدعياً كل القوات الامنية لتحقيق ذلك . وتعرضت إستراتيجية حكومته التي تستند على الخوف وعلى تدخّل القوّات الامنية بعنف لانتقادات شديدة منذ بداية رئاسته .فكان يقتل يومياً حوالي 33 شخصًا على أيدي الشرطة (أكثر من 4500 من مدمني المخدرات المشتبه بهم إجمالاً) ، ولكن هناك 23500 عملية قتل خارج نطاق القضاء ،نتيجة اعمال ما يعرف ب'الحراس'. كما انّ معظم الضحايا هم من الفقراء ،لا يستطيعون تحمل تكاليف برامج إعادة التأهيل الخاصة.
في هذا الايطار،نفذ العديد من الكهنة ورجال الدين مثل الأب فيللوني برامج إعادة تأهيل لمدمني المخدرات في جميع أنحاء البلاد. و حاولت بعض الجمعيات سدّ الفراغ الحكومي في حلّ هذه المشكلة. وبينما كان عدد المشتبه بهم في جرائم المخدرات بارتفاعٍ مستمر في أيلول 2016 ، عمد الأب فيلوني على وضع برنامجًا لمساعدة الضحايا بالتعاون مع قادة مدنيين محليين في رعيته. ويشرح الأب قائلاً: “ لقد سألنا أنفسنا عما يمكننا القيام به على طريقتنا المتواضعة للمساعدة في شن حملة ضد المخدرات ، فاردنا ان نعمل بالطريقة الصحيحة دفاعًا عن كرامة كل شخص وان نفيد المجتمع حقًا". في البداية ، اثار المشروع عدواة الشرطة وشكوك مدمني المخدرات نفسهم. وفي غضون عام ، ازدادت نسبة التحاق الأشخاص الذين يخضعون للعلاج إلى ٪40 ، و نمت الثقة بعد ان اتممت مجموعة الأب فللوني دورة الفصل الأول من برنامج التأهيل. انّ التزام الأب فيلوني في إعادة دمج مدمني المخدرات السابقين في المجتمع يهدف الى مساعدتهم على عيش حياة جيدة. وكثيرة هي المساهمات المماثلة وتدخلات الرعايا والهيئات والمنظمات في الكنيسة الكاثوليكية التي تساعد المدمنين على الخروج من نفق المخدرات. وقد حثت الكنيسة الكاثوليكية في الفلبين الحكومة مرارا وتكرارا على تغيير نهجها في الحرب على المخدرات واعتماد إعادة التأهيل بدل القتل .(س.د.) (وكالة فيدس 10/8/2018)