الفاتيكان (وكالة فيدس) - في صلاة التبشير الملائكي ليوم الأحد الواقع في 15 تمّوز، توقّف البابا فرنسيس عند ميّزات العمل الرسولي وخصائصه وديناميته التبشيرية وقال إن مهمة إعلان الإنجيل، التي عهد بها المسيح إلى الرسل، هي في الواقع استمرار وجود وعمل يسوع من خلال العمل الرسولي. لذلك يمكننا أن نجد الشجاعة لإعلان البشارة فقط من خلال الاتّحاد مع يسوع الذي مات وقام من بين الاموات. هذه الرسالة ليست مبادرة تخصّ الأفراد المؤمنين ولا الجماعات أو المجموعات الكبيرة منهم، ولكنها رسالة الكنيسة المتحّدة مع إلهها. كما أن مصداقية العمل الرسولي والتبشيري تُعرَف من أسلوب الرسل، الذين لا يعملون كمدراء قادرين على كل شيء أو موظفين ثابتين في أشغالهم أو مشاهير متجولين، بل كأشخاص متواضعون وفقراء.
وأرتكز البابا على النص الإنجيلي للقديس مرقس الذي تلاه خلال القداس، ليُشير إلى أنّ اللحظة التي أرسل فيها يسوع تلاميذه الاثني عشر للرسالة مهمّة جداً لفهم معنى رسالة البشارة الحقيقيّة. فالرسول المبشّر حسب البابا هو من يرى في شخص يسوع مرجعه الاوّل.
ويدل المقطع الانجيلي على استخدام سلسلة من الأفعال تعود الى الربّ يسوع «دعا الاثني عشر» و «أرسلهم» و«أعطاهم سلطاناً» و«أوصاهم» و «قال» تُبرز ارسال الاثني عشر كإشعاع ينبثق من المركز، لإحياء وجود وعمل الربّ يسوع في عملهم التبشيري. وأضاف خليفة بطرس انّ الرسل لم يكن لديهم شيء يُعلنوه عن ذواتهم، ولم يفعلوا ذلك بقدراتهم الشخصية، بل تصرفوا كمرسلين، كرسل للرب. وأشار فرنسيس أن الرسالة ليست أحد خيارات الحياة المسيحية إنمّا هي دعوة كل معمّد لإعلان البشارة في مختلف بيئات الحياة. ولا يعلن أي مسيحي الإنجيل وحده، ولكنه يُرسَل من قبل الكنيسة التي حصلت على التفويض من المسيح نفسه.
إنها المعمودية بالتحديد التي تجعلنا مرسلين فالشخص المُعمَد الذي لا يشعر بالرغبة في إعلان الإنجيل ليس مسيحيًا حقيقيًّا.
وتابع البابا متحدّثاً عن الطريقة الملموسة التي يتم بها التعبير عن دعوة المرسل الحقيقية، والتي تتميز بالفقر في الوسائل، فالمسيح نفسه، في مقطع الإنجيل أمر الرسل بأن «لا يحملوا شيئًا للطريق غير العصا، لا مزودًا ولا خبزًا ولا مالاً».
ارادهم يسوع احراراً ومن دون قيود متّكلين فقط على محبة الله الذي ارسلهم ، واقوياء بكلمته الذي ذهبوا ليعلنوها. وأشار الباب إلى قديسي روما كالقديس فيليبو نيري والقديس بندكت جوسيف لابري، والقديس الكسيس، والقديسة لودوفيكا البرتيني والقديسة فرانشيسكا رومانا، والقدّيس غاسبار دل بوفالو وقال البابا الذين كانوا عمّال متواضعين في مملكة الاله وليس موظّفين أو رجال أعمال. وقال البابا انّه يمكن تلقّي هذه الرسالة بالترحيب أو بالرفض فهذا هو أيضا اختبار الفشل. واختتم البابا مشيراً الى يسوع الذي رُفض وصُل وكيف مصيره يدلّ على مصير رسله. وفقط إذا اتحدنا معه ميتًا وقائماً ، يمكننا أن نجد الشجاعة للتبشير. (ج.ف)( وكالة فيدس 16/07/2018).