القدس ( وكالة فيدس )- ألغى البرلمان الإسرائيلي التصويت للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن من جدول الأعمال في اللحظة الأخيرة . كان من الفترض التصويت على هذا الموضوع يوم الثلاثاء، 26 حزيران بعد أن وافق الحزب اليساري ميريتس، المروِج الرئيسي للنص على التصويت بعد الانتخابات التركية التي جرت يوم الأحد 24 حزيران وأسفرت عن بقاء اردوغان ومناصريه على رأس البلاد. طالبت قائدة حزب ميريتس تمار زاندبرغ، سحب مشروع القانون، بعد ان دعت الحكومة الائتلافية ووزارة الخارجية لإزالة مصطلح "الإبادة الجماعية” من النص والاستعاضة عنه بعبارة "مأساة" أو “ أهوال”. وكان رئيس الكنيست يولي ادلشتاين يوئيل قد اقترح التعديلات على النص وهو قيد المناقشة، اذ أشارت الأحزاب الحاكمة انّها لن توافق على الاعتراف بتعبير "الإبادة الجماعية للأرمن”.
اشارت وسائل الإعلام التركية انّ تعليق المناقشة إلى أجل غير مسمى هو بمثابة علامة انفراج ترسلها الحكومة الإسرائيلية للقيادة التركية. في مطلع شهر حزيران الجاري (انظر فيدس 06/05/2018)، رفض الرئيس البرلماني ادلشتاين انتقادات حول تأجيل المناقشة بشأن مشروع قانون للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن. وفي تلك المناسبة، ادعى عزمه على تعزيز الاعتراف بالإبادة الجماعية من خلال الاستجابة لرئيس الأساقفة نورهان مانوجيان، البطريرك الرسولي اﻷرمني في القدس وكان هذا الأخير قد أعرب في رسالة وجهها إلى رئيس الكنيست عن المرارة للأخبار المتداولة عن توقف محتمل للعملية التي بدأتها المؤسسات الإسرائيلية لمناقشة وربما الموافقة على الاعتراف بأن ّالمذابح التي ارتكبت في أراضي الأرمن في سنتي 1915-1916 هي "إبادة جماعية”.
بعد الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل والحكومة التركية في أعقاب المذبحة الأخيرة للفلسطينيين في قطاع غزة، قدّم ايتزيك شمالي، عضو الاتحاد الصهيوني اقتراح للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن إلى المكاتب المختصة في الكنيست.
وأيّد الاقتراح ما لا يقل عن 50 شخصاً من أعضاء البرلمان من كلا الطرفين الحكومة بما في ذلك حزب الليكود و المعارضة. وشمل مشروع القانون هذا أيضا إقامة يوم أحياء ذكرى الابادة الجماعية للأرمن سنوياً في إسرائيل. في 14 شباط من العام الجاري رفض البرلمان الإسرائيلي مشروع قانون قدَّمه يائير لابيد، ممثل حزب الوسط والعلمانية يش أتيد، الذي يهدف الى الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل اسرائيل . وذكر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي هوتوفيلي، أن إسرائيل لن تعلن رسمياً عن موقفها في قضية الإبادة الجماعية للأرمن آخذا بعين الاعتبارتعقيد المسألة.
في 26 نيسان 2015 ،استضاف الرئيس الإسرائيلي ريوفين ريفلين احتفالاً في مقر الرئاسة في القدس بمناسبة مرور مائة عام على الإبادة. أثناء الاحتفال، أشار ري الرئيس فلين أن الشعب اﻷرمني كان أول ضحية للإبادة الجماعية الحديثة ولكنه تجنبّ استخدام كلمة "إبادة" لوصف المجازر التي أودت بحياة أكثر من مليون وخمس مئة الف شخص. (ج.ف.)(28/06/2018)