Youtube
القاهرة (وكالة فيدس) – "لدى اليهودية والمسيحية تاريخ عنف" بدورهما، وكل الديانات تواطأت في أعمال عنف وقتل. هكذا، أراد شيخ الأزهر أحمد الطيب إعادة التأكيد على أن الرابط بين الدين والعنف لا يطبع تاريخ الإسلام فحسب، وإنما أيضاً تاريخ "ديانتي الكتب السماوية" الأخريين. أدرج أحمد الطيب هذه الملاحظات ضمن الكلمة التي ألقاها في إطار مؤتمر "الحرية والمواطنية، التنوّع والاندماج" الذي نظمته في القاهرة جامعة الأزهر التي هي المؤسسة الأكاديمية الرئيسية في الإسلام السنّيّ، وضمّ ممثلين مسلمين ومسيحيين بارزين ليناقشوا بخاصة التعايش بين الجماعات الدينية في الشرق الأوسط. أشار شيخ الأزهر في مداخلته بوضوح إلى الحروب الصليبية، وإنما أيضاً إلى حروب البلقان وأعمال العنف التي قاساها المسلمون البوسنيون في هذا السياق، رافضاً النزعة إلى وضع الإسلام لوحده في قفص الاتهام في قضايا العنف ذات الطابع الديني. "إبعاد الديانات عن الإرهاب لم يعد كافياً أمام تحديات الأعمال الهمجية التي تواجهنا"، قال أحمد الطيب مشيراً إلى تورّط المسؤولين الدينيين ولافتاً إلى أنه "لا سبب لوجود" الريبة القائمة بينهم، وأنه "إذا لم يتحقق السلام بين المبشرين به، فلن ينتقل إلى الأفراد الآخرين".
بدوره، رفض البابا فرنسيس مراراً المعادلة بين العنف والإسلام. فأعلن الحبر الأعظم في 31 يوليو الفائت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على متن الطائرة أثناء عودته من رحلته الرسولية إلى بولندا: "لا أحب التحدث عن العنف المسلم لأنني يومياً، عندما أتصفّح الجرائد، أرى أعمال عنف هنا في إيطاليا: هذا الذي يقتل خطيبته والآخر الذي يقتل حماته... هؤلاء الأشخاص هم كاثوليك معمَّدون عنيفون! إذا كنت سأتحدث عن العنف المسلم، فمن المفترض أن أتحدث أيضاً عن العنف الكاثوليكي. ليس المسلمون كلهم عنيفين، وليس الكاثوليك كلهم عنيفين. هذا يشبه سلطة فاكهة. فيها كل شيء، يوجد أشخاص عنيفون ينتمون إلى هاتين الديانتين. هناك أمر صحيح: أعتقد أن هناك دوماً مجموعة أصولية صغيرة في جميع الديانات تقريباً. أصولية. لدينا منها. وعندما تتوصل الأصولية إلى القتل – ولكن، يمكن القتل باللسان، والرسول يعقوب هو الذي يقول ذلك وليس أنا، وإنما أيضاً بسكين – أعتقد أن المطابقة بين الإسلام والعنف ليست صائبة". (وكالة فيدس 01/03/2017)