نيودلهي (وكالة فيدس) – أثارت أعمال عنف جديدة مع اقتراب عيد الميلاد القلق والاضطراب وسط الجماعة المسيحية الهندية. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها وكالة فيدس، هاجمت مجموعة من 30 مقاتلاً هندوسياً في 14 ديسمبر جماعة من الكاثوليك في تيكاريا، القرية الكائنة خارج مدينة بانسوارا في ولاية راجاستان. فاعتدت بالضرب على الأب ستيفان راوات والنساء وأعضاء الجماعة الآخرين. ووفقاً لما علمت وكالة فيدس من رئيس المجلس العالمي للمسيحيين الهنود، ساجان جورج، فإن الكاثوليك كانوا يجوبون بشكل تقليدي شوارع القرية مرنمين أناشيد ميلادية في زياح متواضع بدأ في ختام القداس. فانضم إليهم المتطرفون المسلحون بعصي وهراوات وأوسعوهم ضرباً عنيفاً مزدرين بحرية العبادة التي يضمنها الدستور.
ومن بين أعمال العنف الأخرى غير المبررة التي ارتُكبت مؤخراً، نذكر ذاك الذي طال في مطلع شهر ديسمبر المسيحية ساماري كاسابي البالغة 55 عاماً والمقيمة في قرية دوكاوايا في ولاية تشهاتيسغار. هذه الأخيرة قُتلت في إطار اعتداء عنيف أجبر مسيحيين آخرين على اعتناق الهندوسية خوفاً من أن يُقتلوا. عُريت ساماري كاسابي وضُربت حتى الموت ومن ثم أُحرقت من قبل جيرانها خلال ليلة رعب. كان حشد المقاتلين يبحث عن ابنها سوكورا البالغ 35 عاماً وعائلته، لكنه قرّر قتل ساماري كاسابي عندما لم يجدهم. بعدها، أوقفت الشرطة المحلية زعيم القرية طوال يومين قبل إطلاق سراحه من دون اتهامه. في الماضي، اختطف مقاتلون ماويون أفراداً آخرين من هذه العائلة عينها فيما كانوا يصلون للمرضى والمحتاجين في قريتهم. ويروي أفراد العائلة أنهم اضطُهدوا بطريقة متكررة.
وفي ولاية مادهيا براديش أيضاً في وسط الهند، هاجم متطرفون هندوس خلال الأيام الأخيرة كنيسة بروتستانتية وضربوا المؤمنين المجتمعين خلال الليتورجيا بالحجارة. فضلاً عن ذلك، قام مخربون ليل 11 ديسمبر بتدنيس وهدم تماثيل كتمثال القديس أنطوان والقديس لوران في كنيسة سيدة الصحة الواقعة في منطقة أودوبي في ولاية كارناتاكا.
حالياً، يوثق المجلس العالمي للمسيحيين الهنود سلسلة من الحوادث وأعمال العنف المرتكبة ضد المسيحيين في الهند، بخاصة في ولايتي كارناتاكا وأوريسا، مع اقتراب عيد الميلاد. لذلك، يطلب من القوى الأمنية ضمان الحماية الضرورية لكي "تتمكن الجماعة المسيحية الصغيرة والضعيفة من الصلاة والاحتفال بسلام وأمان بزمن الميلاد المقدّس".
في الهند، يمثّل المسيحيون 2.5% من السكان، فيما يجاهر 80% من سكان البلاد المليار و300 ألف بالهندوسية. ويُعتبر اعتناق المسيحية ممنوعاً علناً في القانون في خمس ولايات من الاتحاد. وتُتَّهم الحكومة الفدرالية التي يرأسها حزب بهاراتيا جاناتا، الحزب القومي الهندوسي، بغض النظر عن الاعتداءات المرتكبة بحق الأقليات الدينية في البلاد. (وكالة فيدس 15/12/2016)