CoptsUnited
القاهرة (وكالة فيدس) – سيشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الاحتفال التذكاري الذي سيقام صباح اليوم لتكريم ضحايا الاعتداء الذي حصل أمس الأحد 11 ديسمبر خلال القداس في الكنيسة البطرسية الواقعة ضمن تجمع مبانٍ كنسية متاخمة للكاتدرائية القبطية الأرثوذكسية في القاهرة. بلغت المحصلة الرسمية للاعتداء الذي لم تتبناه أي جهة بعد 23 قتيلاً و49 جريحاً، فيما تتحدث بعض الوسائل الإعلامية المحلية عن سقوط 25 قتيلاً.
أشار سيادة المونسنيور أنطونيوس عزيز مينا، أسقف الجيزة للأقباط الكاثوليك لوكالة فيدس: "بعد الجنازة في الكنيسة والدفن، سيتوجّه موكب جنائزي يشمل أهالي الضحايا ويترأسه بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني إلى نصب الجندي المجهول الواقع في منطقة مدينة نصر في القاهرة حيث سيقام احتفال جنائزي رسمي وسيلتقي الرئيس السيسي وممثلون آخرون عن المؤسسات بعائلات الضحايا ويقدمون لهم التعازي". إنه شكل احتفال تذكاري جديد لم يحصل أبداً من قبل في أعقاب مجازر أخرى ارتُكبت بحق مسيحيين في مصر. والجديد أيضاً هو الإعلان عن ثلاثة أيام حداد وطني من قبل الرئيس الذي هو الأول الذي شارك في عشية عيد الميلاد في الكاتدرائية القبطية الأرثوذكسية". أضاف سيادة المونسنيور أنطونيوس عزيز مينا: "يريد الرئيس أيضاً أن يُظهر من خلال بوادر رسمية أنه يعتبر الأقباط شريحة أساسية وأن المسيحيين الأقباط يشكلون مكوناً أساسياً في المجتمع المصري".
وذكرت بعض وسائل الإعلام الدولية أن بعض أفراد الحشد الذي سارع إلى مكان المجزرة عقب الاعتداء رفعوا شعارات ضد الرئيس والحكومة متهمين إياهما بأنهما لم يؤمنا الحماية الملائمة للمسيحيين أمام مخاطر الاعتداءات الإرهابية.
لكن المعلومات التي أعطاها سيادة المونسنيور أنطونيوس عزيز مينا شددت على تفاصيل أخرى. قال: "صدرت العبارات الرافضة عن جماعات صغيرة كانت تُطلق أيضاً شعارات ضد البطريرك تواضروس. من الممكن أنهم كانوا مستفزين تسللوا في الحشد. فضلاً عن ذلك، ذُهلتُ أيضاً بالطريقة التي كان يحاول من خلالها الأساقفة والكهنة الذين سارعوا إلى مكان المجزرة تعزية الحشد بعبارات مسيحية. فقد أخذ الأب مكاريوس الذي أعرفه مكبر صوت من الشرطة وقال للجميع: "نحن بصلواتنا قادرون على إنزال السماء على الأرض. لكن ما حصل هو استشهاد فعلي، ولا يعتبر الاحتجاج أو التعبير عن غضبنا أمام الشهداء الجدد الذين سيكونون موجودين دائماً عملاً مسيحياً". بالمقابل، أعلن رجل سياسة قبطي: "أنا أيضاً أريد أن أموت وأدخل بالتالي إلى الفردوس مع الشهداء الذين يشاركون عن قُربٍ في آلام المسيح". وأضاف أسقف الجيزة للأقباط الكاثوليك أن عدة اعتداءات طالت صحافيين. أوضح: "طبعاً، أمام أجساد أهل قتلى أو جرحى، يشكّل حضور الكاميرات وأجهزة التصوير مصدر إزعاج. لكن الصحافيين كانوا يقومون أيضاً بعملهم، وبفضلهم تمكنّا أيضاً بدورنا من الحصول على الخبر الفوري عن هذا الفصل الجديد من الشهادة. وفي وقت لاحق، وصل العديد من المسلمين للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداء".
يُذكر أن عدداً كبيراً من ضحايا المجزرة يتألف من نساء وأطفال نظراً إلى أن الانفجار وقع في القسم الأيمن من الكنيسة المخصص عادةً للنساء. بعد المجزرة، أعلن الرئيس السيسي: "يستهدف الإرهاب الأقباط والمسلمين، لكنه لا ينجح إلا في زيادة قوّتنا ووحدتنا". (وكالة فيدس 12/12/2016)