kremlin.ru
موسكو (وكالة فيدس) - الحرب ضد الإرهاب اليوم هي حرب مقدسة". هذا ما قاله البطريرك كيريل بطريرك موسكو و عموم روسيا لدعم الحاجة إلى التعبئة في المجتمع الدولي ضد هذه الظاهرة التي قدمها على أنها شر عالمي. و استخدم رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هذا التعبير إلى جانب إشارات واضحة إلى التدخل العسكري الروسي في الصراع السوري بمناسبة المراسم الاحتفالية التي أقيمت يوم الجمعة 6 أيار تخليداً لذكرى الروس الذي سقطوا في الحرب العالمية الثانية.
و قال كيريل بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية:"إن محاربينا يقاتلون اليوم في الشرق الأوسط، نعلم أن هذا ليس عدواناً و ليس احتلالاً، و ليس فرضاً لإيديولوجيتنا على أيٍّ كان، و لا دعماً لبعض الحكومات". "إنما هي معركة ضد العدو الرهيب الذي يضمر الشر لا للشرق الأوسط فقط، بل للجنس البشري بأسره". إننا نسمي هذا الإرهاب شراً اليوم"، "و لهذا السبب فإن الحرب ضد الإرهاب حرب مقدسة".
كما أكد البطريرك كيريل على رفع الصلاة لله "ليتمكن كل العالم من فهمه، فلا يقسم أحد الإرهاب بين جيد و سيء، و لا يرتبط أحد بتحقيق أهدافهم، التي غالباً ما تكون غير معلنة، لكنها حاضرة بقوة في الأفكار السياسية". و أضاف:"إننا نصلي اليوم من أجل القوات المسلحة في وطننا حتى تسير في الخط الروحي الذي تنص عليه مشاركة القوات المسلحة في المعركة ضد الشر، و النضال من أجل العدالة لإنقاذ حياة الناس تحت أي ظرف".
و هذه ليست هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البطريرك كيريل تعبير "الحرب المقدسة" في الإشارة إلى التدخل الروسي ضد الدولة الإسلامية و الجماعات الجهادية الأخرى. في الماضي جذب موقف مماثل لبطريرك موسكو تعليقاً غير محبب نيابة عن أساقفة الشرق الأوسط.
في تشرين الأول عام 2015 انتقد المطران السوري جاك بهنان هندو رئيس أبرشية السريان الكاثوليك في الحسكة الصيغة التي يستخدمها رجال الدين "الذين لا يعيشون في منطقة الشرق الأوسط، و كثيراً ما يطبقون التفسيرات السياسية و الإيديولوجية على معاناة مسيحيي الشرق الأوسط".
وفقاً لمطران السريان الكاثوليك فإن التبريرات الدينية للعمليات العسكرية ضد الجهاديين كانت خاطئة و مضللة لعدة أسباب: "إن الجهاديين هم من يتكلم عن الحرب المقدسة. فإن استخدمنا كلماتهم فما هو الفرق بيننا و بينهم؟ باستخدامنا هذه المصطلحات نؤكد إيديولوجيتهم الدموية. إن كان هناك حقاً من حرب مقدسة، من الأفضل أن يبرروا الشر ضد المسيحيين هنا و اضطهادهم كالطابور الخامس من العدو الذي يهاجمهم". (Agenzia Fides 11/5/2016).