الخرطوم (وكالة فيدس) - طلبَ أساقفة السودان من رابطة أعضاء المؤتمرات الأسقفية في شرق أفريقيا (AMECEA) ومجلس المؤتمرات الأسقفية في أفريقيا ومدغشقر (SECAM) الاستمرارَ في دعم حقوق شعب منطقة جنوب السودان ومناطق آبي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، والتي سيُقام في التاسع من يناير عام 2011 استفتاءان حول استقلاليهما الذاتي.
وجاء النداء متضمنًا في وثيقة، حصلت وكالة فيدس على نسخة منها، بمناسبة زيارةِ وفدٍ مشترك من AMECEA و SECAM إلى المجمع العام لمجلس أساقفة السودان الكاثوليك المنعقد في رومبيك من 8 إلى 15 نوفمبر. وذكر الأساقفة في الوثيقة أن اتفاق السلام الشامل الموقّع في نيروبي (كينيا) عام 2005، يهدفُ إلى التغلّب على أسباب الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، وأضافت الوثيقة: "لا توجدُ هوية وطنية تضمنُ وتحمي الحقوق الأساسية للمجتمع متعدد الثقافات واللغات والأعراق والأديان في السودان، كما تسيطر جماعةٌ عرقية صغيرة على النظام المركزي للحكومة، فرضت نظامًا إدرايًا في جميع أنحاء البلاد من خلال أسلمة القوانين والمؤسسات والنظام السياسي".
وكتبَ الأساقفة السودانيون: "لم تكن الوحدة الوطنية خيارًا جذّابًا لشعب جنوب السودان. إنّها وحدة تربط ولكنها تضطهد، فهي تمنع أي شكل من أشكال المعارضة وتفرض صيغةً واحدة وتدين اولئك المختلفين بسبب إيمانهم وترفض حضارتهم. ولم تواجَه في الوقت ذاته الأسبابُ الحقيقية للصراع. ولذلك، على حكومة السودان ونظامها السياسي تحمّل مسؤولية كبيرة أمام هذا الوضع المأسوي".
وبحسب مجلس أساقفة السودان، فإن جوانبَ عديدة من أتفاقية السلام الشامل لم تُطبق. وبينما سيقرّر شعبُ آبي انتماءه إلى شمال أو جنوب السودان، لن يستطيع ناسُ باقي المناطق المتنازع عليها (جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق) تقريرَ مصيرهم.
"عدم القدرة على توفير امكانية تحديد المستقبل لشعوب هذه المناطق يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف، وانتشاره في باقي أنحاء البلاد، كما يمكن أن يشعل حربًا أهلية جديدة على نطاقٍ واسع في السودان. وهذا سيكون له حتمًا آثار مدمّرة في الدول المجاورة: ارتيريا، أثيوبيا، كينيا، أوغاندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية وسط افريقيا، التشاد، ليبيا، مصر وغيرها".
وطلب أساقفة السودان من ممثلي AMECEAو SECAM ممارسة ضغوطٍ على مسؤولي الحكومات المسؤولة من أجل القيام بالاستفتاءين حول استقلال جنوب السودان وآبي بصورةٍ منتظمة، ولكي تُحترم اختيارات الشعب ويُعترف بالأقليات في جنوب وشمال السودان (L.M.) (وكالة فيدس 13-11-2010).