روما (وكالة فيدس) – "حرب النيل" هي العنوان الرئيسي الوارد في الصحيفة الكونغولية Le Potentiel، في مقالة افتتاحية تعلق على فشل قمة شرم الشيخ في مصر التي كان يجب أن تختتم باتفاقية جديدة لتنظيم إدارة مياه النيل.
تشدد المقالة الافتتاحية على أن دولتي مصر والسودان تبنيان حقهما في استخدام معظم مياه أطول نهر إفريقي على بعض الاتفاقيات بين القوى الاستعمارية التي قسمت إفريقيا.
"من الطبيعي أن ترفض بلدان مستقلة مثل بوروندي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وتنزانيا وإريتريا، المعاهدات التي وقعتها القوة الاستعمارية البريطانية مع مصر والسودان"، حسبما جاء في افتتاحية الصحيفة الكونغولية.
وتذكر صحيفة Le Potentiel أن المعاهدة الوحيدة التي وافقت عليها كل الدول المهتمة باستخدام مياه النيل كانت تلك التي وقعتها البلدان الأعضاء في مبادرة حوض النيل في تنزانيا عام 1999. تنص هذه المعاهدة على التقاسم المنصف للمياه وعلى التنمية المشتركة لموارد النيل "على أمل توفير التنمية الاجتماعية والاقتصادية لحوالي 300 مليون مقيم في المنطقة".
كما تلفت الصحيفة إلى أن عناد مصر والسودان يعيق منذ خمس سنوات توقيع إطار جديد للتعاون الدائم لاستبدال مبادرة حوض النيل. فالشك لم يسمح للبلدان المانحة ومؤسسات التمويل الدولية أن تمول مشاريع تنموية منظمة. هذا ما أعاد تأجيج نار التشنجات بين البلدان التي ترى فرصة للتنمية في النيل، وبين دولتي مصر والسودان اللتين تريان في النيل مسألة أمن قومي. وبالنسبة للقاهرة والخرطوم، فإن التنازل في هذه المسألة يعني خيانة المصالح الوطنية.
وإن كان استفتاء 2011 يؤدي إلى انعزال جنوب السودان، كما يعتقد كثيرون، سيضاف قانون جديد سيدعو إلى حقوق استخدام مياه النيل. هذا يعني أن هناك حاجة إلى جهود دبلوماسية أكبر لتلافي صراع ستنتج عنه تبعات مدمرة في إفريقيا وفي باقي أنحاء العالم (وكالة فيدس 28/04/2010).