حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس)– "الدور القيادي الحاسم" الذي توصلت إليه كوبا في السياق الاقتصادي والسياسي لمنطقة الكاريبي وأميركا اللاتينية، و"بعض دلائل التحسن في العلاقات مع جارتها الولايات المتحدة"، والالتزام لتعزيز "التعاون والتضامن الدوليين من دون أن يكون الأخير تابعاً لمصالح أخرى سوى مساعدة الشعوب المحتاجة"، هي المواضيع التي تحدث عنها الأب الأقدس بندكتس السادس عشر خلال المقابلة مع سفير كوبا الجديد في 10 ديسمبر.
ذكر الأب الأقدس بأن كوبا تتأثر أيضاً بتداعيات الأزمة العالمية الخطيرة، إضافة إلى "النتائج المدمرة التي تخلفها الكوارث الطبيعية والحظر الاقتصادي" والتي توثر بخاصة على أفقر الأفراد والعائلات. قال البابا: "في هذه الأوضاع العامة المعقدة، تبرز الحاجة الملحة إلى اقتصاد مبني على قواعد أخلاقية متينة يضع الإنسان وحقوقه ومصالحه المادية والروحية في محور اهتماماته". إن الكنيسة الكاثوليكية في كوبا القريبة من الشعب "ترغب في الإسهام من خلال مساعدتها المتواضعة والفعالة"، فيما ساهم التعاون المتزايد الذي توصلت إليه مع السلطات في البلاد إلى إنجاز مساعدات ومشاريع إعمار مهمة بخاصة بشأن الكوارث الطبيعية.
"أرجو أن نشهد المزيد من دلائل الانفتاح على ممارسة الحرية الدينية، كما شهدنا في السنوات الأخيرة، منها مثلاً فرصة الاحتفال بالقداس الإلهي في بعض السجون، القيام ببعض الزياحات الدينية، ترميم وأيلولة بعض الكنائس وبناء بعض الدور الدينية، وإمكانية اعتماد الكهنة والرهبان على الأمن الاجتماعي. هكذا تتمكن الجماعة الكاثوليكية من استكمال عملها الرعوي بطريقة أسهل. كما عبر الأب الأقدس عن أمله في الموافقة على "نظام قانوني يحدد على نحو ملائم العلاقات القائمة التي لم تنقطع بين الكرسي الرسولي وكوبا، ويضمن التنمية المناسبة لحياة الكنيسة وعملها الرعوي في تلك الأمة".
ختاماً، ذكر بندكتس السادس عشر تحضيرات الكنيسة الكوبية للاحتفال سنة 2012 بالذكرى السنوية الأربعمئة لاكتشاف "عذراء المحبة النحاسية"، أم كوبا وشفيعتها: "هذا الابتهال المريمي المحب هو رمز نير عن تدين الشعب الكوبي وعن الجذور المسيحية لثقافتهم".
وإذ ذكر الأب الأقدس بأن جميع الرجال والنساء، بخاصة الشباب، يحتاجون اليوم وفي كل زمن، إلى إعادة اكتشاف القيم الأخلاقية والإنسانية والروحية الأساسية، شدد على أن "الخدمة الأساسية التي تقدمها الكنيسة للشعب الكوبي هي إعلان يسوع المسيح ورسالته، رسالة المحبة والمغفرة والمصالحة في الحقيقة. إن الأشخاص الذين يتبعون درب الوئام هذه يعتبرون أصحاب رجاء في مستقبل أفضل".
وبعد الاستشهاد بالعديد من المبادرات التي تصب في المصلحة الاجتماعية والتي أنجزتها كوبا كدليل محبة مساعدةً المرضى والمسنين والمعوقين، عبر البابا عن أمله في أن تعزز هذه الأجواء مشاركة الكنيسة في "وسائل الإعلام وفي تنفيذ مهمات تربوية إضافية طبقاً لعملها الرعوي ورسالتها الروحية". (وكالة فيدس 11-12-2009)