حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – "فلتكن سنة الإيمان سنة مصالحة لسوريا: هذا هو أمل المسيحيين والشعب السوري كله". عشية سنة الإيمان، هذا ما يقوله بطريرك دمشق للملكيين، غريغوريوس الثالث لحام، الذي يتواجد حالياً في الفاتيكان للمشاركة في السينودس حول التبشير الجديد، وذلك في حديث إلى فيدس.
يوضح غريغوريوس الثالث، راعي جماعة الروم الكاثوليك التي تضم في سوريا أكثر من 500 ألف مؤمن: "نحن المسيحيون في الشرق الأوسط نشعر بأننا جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وفي هذه الفترة المتسمة بالمحن والمشاكل والخوف، يزيد احتياجنا إلى أن نوطد إيماننا ونكون حملة الإنجيل. يعتبر عرض قيم الإيمان الوارد في الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" في غاية الأهمية. فحري بنا أن نجعله إرثنا – المكون من الحرية الدينية، التعايش، المواطنية، الحقوق، التضامن والمحبة. لطالما أدى المسيحيون دوراً أساسياً في الشرق الأوسط في مجالات الثقافة والفن والتربية والعمل الاجتماعي، وهم يعتزمون أن يبقوا خميرة في المجتمع".
وبالنسبة إلى البطريرك، يتجلى أحد تعابير الإيمان المباشرة في اقتراح المصالحة في سوريا. ويحذر قائلاً: "المصالحة هي السبيل المتاح الأوحد وإلا تتجه سوريا نحو الموت. في الصراع الذي يستمر في سوريا، تسود الفوضى وتغيب الأجوبة الملائمة. لا أحد يملك الأجوبة، لا الحكومة ولا المعارضة، ولا الأسرة الدولية. نعيش في ظلام، وفي هذا الوضع، إن الإيمان هو الجواب والمصالحة هي اقتراحنا".
في مأزق سياسي مماثل، يدعم البطريرك اقتراح "مبادرة دبلوماسية جديدة لتطبيق دعوات البابا"، هذا الاقتراح الذي قدمه أمس عبر وكالة فيدس مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس. ويشير غريغوريوس الثالث: "نرحب بكل مبادرة ترعى المصالحة: فإن كلمة المصالحة لطالما كانت ثابتة، ولطالما كانت موجودة في كل كلمة، ولو وجيزة، للأب الأقدس خلال رحلته الأخيرة إلى لبنان. إن المصالحة هي خلاص سوريا ومستقبل المسيحيين الذين، كما يقول القديس بولس، هم "كلٌّ لكلِّ". والكنيسة لا تؤيد النظام أو تعارضه، بل هي جماعة تريد تقديم شهادة محبة وتريد إنقاذ سوريا".
ختاماً، يشير بطريرك الملكيين إلى مبادرته الخاصة قائلاً: "طلبت من الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن يرسل كلمات الأب الأقدس التي ألقاها خلال رحلته الأخيرة إلى لبنان إلى زعماء العالم العربي كرسالة سلام وتعايش تنطلق من لبنان إلى الشرق الأوسط. هذا هو الرد على الثورات العربية. وقد رحب الرئيس باقتراحي". (وكالة فيدس 09/10/2012).