حلب (وكالة فيدس) – "أعتقد أنه يجب أن يشجع الجميع مبادرة "المصالحة" ويدعمها. فالمصالحة، وعلى الرغم من أن قبولها صعب أحياناً، إلا أنها سبيل لا يجب التخلي عنه والتقليل من شأنه": بهذه الكلمات، عبر لفيدس سيادة المونسنيور جوسيبي نازارو، النائب الرسولي في حلب، عن دعم الكنيسة في سوريا لمبادرة المصالحة الشعبية بين الأديان التي تتجلى كـ "طريق ثالثة" في السيناريو السوري: ففي محاولة لتهدئة الصراع القائم، تركز على "الحوار الداخلي" بين مختلف مكونات الشعب السوري السياسية والاجتماعية والدينية.
يوضح الأسقف لفيدس: "من خلال تجربتي في هذا المجال، وبخاصة بسبب ما قام به إخوتي الفرنسيسكان الذين يدعون إلى التدخل في الظروف الصعبة، أعتقد أنه لا بد من دعم "المصالحة". أوافق تماماً على جوهرها لأن هدفها هو إنقاذ الأرواح". ويقول المونسنيور نازارو: "يجب أن يدرك الإنسان المعاصر، حتى في الصراع المأساوي الذي تشهده سوريا، أن الحياة البشرية هي هبة من الله، وهكذا لا بد من الحفاظ عليها احتراماً لله الذي أعطاها للإنسان بغض النظر عن ديانته المسيحية، المسلمة، اليهودية أو البوذية".
والجدير بالذكر أن حركة المصالحة التي تحظى بتأييد أكبر، على الرغم من الحرب الأهلية في مختلف أنحاء سوريا، نشأت من "القاعدة الشعبية"، من المجتمع المدني. وهي متعددة الأديان وشفافة ومستقلة. وتهدف إلى التحاور مع الطرفين المتنازعين في سبيل إنقاذ الأرواح البشرية، والمصالحة، والوحدة والأخوة بين الشعب السوري. وتضم زعماء مدنيين ودينيين، وزعماء عشائر، وشخصيات بارزة، وأصحاب مهن. بفضل جهود الوساطة التي قامت بها لجنة "المصالحة" في الصراع، تمكن أكثر من 60 مدنياً معظمهم من المسيحيين من مغادرة مدينة حمص خلال الأيام الأخيرة.
فقد تم إجلاء المدنيين بفضل الاتفاق الثنائي بين قوى الحكومة التي تحاصر المدينة، وفصائل الثوار المسلحين. (وكالة فيدس 16/07/2012).