آسيا / الفلبين - اتّهامات الجيش لراهبتين في منداناو: "شيوعيتان ومتمردتان"

دافاو (وكالة فيدس) - اتّهمت عناصر في الجيش راهبتين في الفلبين تعملان من أجل السلام والدفاع عن حقوق السكان الأصليين والإرث البيئي لمنداناو، بأنّهما "شيوعيتان ومتمردتان"، تعملان إلى جانب عصابة "جيش الشعب الجديد" الذي يقوم منذ سنين بتمردٍ مسلح باسم الشيوعية ضدّ حكومة مانيلا.

وكما علمت وكالة فيدس، ضحيتا حملة التشهير من قبل بعض ضبّاط الجيش الفلبيني هما ستيلا ماتوتينا، راهبة بندكتية، وجوليتا انكارناسيون، من راهبات انتقال مريم. وتعمل الراهبتان منذ فترة في جزيرة منداناو في حملات سلام وعدالة والدفاع عن البيئة. وانتقدتا الاستغلال الواسع للتعدين وللموارد الطبيعية، والذي من خلاله نهبت شركات أجنبية ثرواتِ منداناو بعد عقد اتفاقات مع الحكومة. كما استنكرتا فساد السلطات المحلية. وتعملان لأجل السكّان الأصليين ورفعتا صوتاهما ضدّ الإفلات في معاقبة المسؤولين عن الاغتيالات في الجزيرة حتّى في قضية مقتل المرسل الأب فاوستو تينتوريو من المعهد الحبري للإرساليات الخارجية. ونسقتا مظاهرات للمجتمع المدني والجماعات المسيحية في منداناو. وأٌعتبِرتا "عدوتّين للجيش" لأنهما استنكرتا حملة القمع التي قام بها عناصر من الجيش لمكافحة التمرد والتي أطلقتها حكومة ارويو وأكدتها حكومة بينينو أكوينو. وتنطوي العملية على تخصيص جيش واسع النطاق في منداناو لمواجهة المتمردين والقبض على قادتهم. ولكنّ هذه العمليات - تقول الراهبتان - تسيء استخدام السلطة، تنتهك حقوق الإنسان، تقوم بأعمال عنف ضدّ المدنيين والسكان الأصليين، واغتيالات خارجة عن القانون لقادة وناشطين محليين، وخاصّةً من خلال الميليشيات شبه العسكرية التي أسسها الجيش. وقدّمت الراهبتان عريضة لسحب الوحدات العسكرية وأكّدتا: "لطالما القوّات المسلحة الفلبينية تستمر بخدمة مصالحة الشركات الكبرى، فما يسمّونه سلامًا سيحمل فقط الخراب والمعاناة للفقراء".

وتنتمي الراهبة جوليتا انكارناسيون إلى رهبنة تجمع العديد من المرسلين وتُسمى "المرسلون الريفيون في الفلبين". وأسست الراهبة ستيلا في أبرشية ماتي مجموعة "البندكتيين من أجل السلام" وهي سكرتيرة منظمة "بانالبدان مانداناو" غير الحكومية، منظمة "مدافعين ومحامين عن البيئة وعن الخليقة وعن أرث منداناو". وفي الماضي، مع عنصرين آخرين من الحركة، ألقي القبض على الراهبة ستيلا وتمّ استجوابها لثمان ساعات. وقالت الكتيبة 28 من المشاة، والمخصصة لدافاو الشرقية، إنّ "ستيلا راهبة مقنعة، وهي في الحقيقة عضو في جيش الشعب الجديد". وكان قادة كتيبة المشاة أنفسهم قد اتّهموا الأب تينتوريو أيضًا بأنّه عضو في جيش الشعب الجديد.

وذكر لوكالة فيدس الأب أنجيل كالفو، مرسل منذ 40 عامًا في منداناو، أنّ "اتّهام الكهنة والراهبات والمرسلين بأنّهم متمردين شيوعيين كانت طريقة تُمارس في عصر الحكم العرفي ضدّ جميع من كانوا ينتقدون السلطة الحاكمة. الآن الزمن والظروف يختلفان، والمتّهمون هم القادة العسكريون أنفسهم. ولكنّ المرسلون لا يخافون، بل يواصلون عمل الدفاع عن قيم الإنجيل وعن الفقراء والضعفاء". (PA) (وكالة فيدس 15-5-2012).