دمشق (وكالة فيدس) - في حمص لم يُحتفل بعيد القيامة الارثوذكسي، الذي وقع في 15 أبريل الماضي، كما أشار لوكالة فيدس أعضاءٌ من الكنيسة الارثوذكسية في حمص والذين أكّدوا عدم القيام بالاحتفالات الليتورجية. القلّة من المسيحيين الباقين في المدينة (أقلّ من ألف)، محاصرة تحت قصف دام لفترةٍ طويلة ولم تحصل على فرصة الوصول إلى الكنائس التي تدمّر العديد منها أو تضررت بسبب المعارك. عدمُ الاحتفال بالقيامة في حمص، يقول مصدرٌ لوكالة فيدس، "فعلٌ مؤلم كان لابدّ أن يؤثر في طرفي القتال والجماعة الدولية لوضع حدّ للعنف". وفي حمص أيضًا تزامن عيدُ القيامة للمسيحيين اللاتين، 8 أبريل الماضي، مع فترة من القصف المكثف فتمّ الاحتفال به في الخفية. وقام اليسوعيون باحتفال صغير مع قلّة من المؤمنين، أمّا "كنيسة "سيدة السلام" للروم الكاثوليك والتي تضررت بشدّة، بقيت وستبقى مغلقة.
وفي حمص يحتلّ جنودٌ ومدفعية ثقيلة تابعة للحكومة السورية مركزَ المدينة، وعلى الرغم من الموافقة على خطة السلام للأمم المتحدة وعلى وقف إطلاق النار، يستمرُ في المدينة إطلاقُ النار ضدّ قوّات المعارضة.
وتفكرُ العوائل المسيحية في المدينة، ضحية تبادل إطلاق النار، "في البقاء على قيد الحياة وتصلّي كي ينتهي هذا الكابوس سريعًا"، يقول المصدرُ لوكالة فيدس. ويشعر الشعبُ السوري بالاحباط بسبب إطالة الأزمة واستمرار هجرة اللاجئين إلى الأردن ولبنان وتركيا. ظروفُ المؤمنين المسيحيين في خطر، يقول المصدر لوكالة فيدس، لأنّ "المسيحيين تحت النظام الحالي محميون، ولذلك يعتبرهم البعض متحالفين مع النظام. وهذا يجعلهم ضعفاء أمام هجمات الثوّار أو قوّات غير محددة الهوية". والمسيحيون في سوريا قلقون أيضًا من وضع المسيحيين في البلدان المجاورة مثل العراق ومصر حيث، بعد فترة من تغيير الحكم، وقع المؤمنون ضحايا هجومات. ويعود تأريخ المسيحية في سوريا إلى ألفي سنة. وفي البلاد قبل بداية الحرب، كان هناك 1,2 مليون مسيحي من مختلف الطوائف في سوريا. (PA) (وكالة فيدس 18-4-2012).