غواناخواتو (وكالة فيدس) - "أعلمُ بأنني في بلدٍ غيور على ضيافته ويريدُ ألاّ يشعر أحدٌ بأنّه غريبٌ عن أرضه. أعرفُ، حتّى من قبل، ولكنّي أرى وأشعر الآن بهذا بصورةٍ أعمق في القلب. وأتمنى من كل قلبي أن يشعر به كثيرون من المكسيكيين الذين يعيشون خارج وطنهم الأم، ولكنهم لم ينسوه أبدًا ويريدون رؤيته ينمو في الوئام ويتكامل بصورةٍ أصيلة". بهذه الكلمات أنهى بندكتس السادس عشر حديثه في مطار غواناخواتو الدولي لدى وصوله إلى المكسيك.
وعرف البابا "كيف يحسبُ جيدًا"، كما تقول مصادر محلية لوكالة فيدس، لأنّه يعلم جيدًا أنّ المكسيك، بمواطنيها الـ106 مليون، يضمّ ما يقارب 12 مليون مهاجر مكسيكي (فقط في الولايات المتحدة الامريكية هناك 11 مليون). ولكن البابا يوجّه حديثه من المكسيك إلى شعب أمريكا اللاتينية، إلى جميع سكان القارّة، ثالث أكبر قارّة من حيث عدد سكان العالم، إذ تحوي أكثر من 900 مليون شخص.
وتابع البابا جميع تقلبات هذا الشعب الذي يهاجر ويعاني من العنف والفقر وانفصال العوائل. ولهذا ذكر في كلمته سبب الزيارة: "أجيءُ كحاجٍ للإيمان والرجاء والمحبة. أودّ تثبيت المؤمنين بالمسيح في الإيمان، وتشجيعهم على إنعاشه من خلال الإصغاء إلى كلمة الله والأسرار وتماسك الحياة. وهكذا يستطيعون مقاسمته بين أخوتهم ويكون خميرةً في المجتمع، يساهمُ في تعايشٍ محترَم ومسالم ومؤسس على الكرامة التي لا يضاهيها شيءٌ لكل شخص بشري مخلوق من الله، وليس لأيّ سلطة الحق في نسيانه أو احتقاره. تظهر هذه الكرامة بصورةٍ بارزة في الحق الأساسي للحرية الدينية، وفي معناها الحقيقي ووحدتها المتكاملة". وبدأت رحلة بندكتس السادس عشر لتوّها، يقول مصدرُ وكالة فيدس، ولكن شعب أمريكا اللاتينية أدرك من الآن الواجبَ الذي سلّمه البابا إليه: العيش بكرامة وحرية وأن يصير مواطنيه "مُرسلين بين إخوتهم". (CE) (وكالة فيدس 24-3-2012).