كابول (وكالة فيدس) - "احترام المشاعر الدينية هو المفتاح لكسب قلوب الافغان. إنّه عاملٌ مهم للغاية وعلى جميع القوى الغربية والدولية أخذه بنظر الاعتبار". هذا ما أكّده في حوارٍ مع وكالة فيدس الأبُ اليسوعي ستنالي فيرناندس، مدير "الخدمة اليسوعية للاجئين" في جنوب آسيا، معلّقًا على الاحتجاجات التي تبعت خبر حرق القرآن من قبل بعض الجنود الأمريكان. في اليوم الخامس من المظاهرات ضدّ الأمريكان والتي انطلقت في العديد من المدن، تمّ الاعتداء على الأمم المتحدة أيضًا وقُتِل منذ بداية أعمال العنف ثلاثون شخصًا تقريبًا.
ويوجدُ اليسوعيون في أفغانستان منذ 7 سنوات، ويقومون بأعمالٍ خيرية وإنسانية وينشطون خاصّةً في مجال التعليم والتنشئة. وقال لوكالة فيدس الأب فرناندس، الذي يقضي فتراتٍ طويلة في البلاد، بعد رحلته الأخيرة إلى كابول: "الوضع محرج. فالشعبُ غاضب بعد حرق القرآن، لأنّ الحادث يجرحُ المشاعر الدينية ويُخشى من قدرته على إشعال النفوس. لا يوجدُ تبريرٌ للعنف، إلا أنّ هذا يحدث عندما تُمسّ مسائلُ دينية. وصلت الاعتذارات الرسمية من الولايات المتحدة الامريكية، ولكن وكما أعتقد، يحتاج وقتٌ قبل أن يعود الوضعُ إلى الاستقرار". وواصل اليسوعي بالقول: "لا أعتقد بوجود خطر حربٍ دينية ضدّ الغرب، إلاّ أن أحداثًا مثل هذه، والتي يجرح فيها الغرب مشاعر الأفغان، لا تساعدُ على بناء الثقة وتهيئة جوٍّ مسالم. في هذه الحالات، تسيطرُ غريزة الناس وهي فتح الباب على مصراعيه للعنف".
وأشار الأب فرناندس بالقول: "عندما يعملُ أحدٌ في مجتمع أفغاني حيث يشكّلُ الاسلامُ أغلبية، من الضروري عندها الاحترام العميق لثقافة ودين الشعب. وفي مثل هذه الحالات، تصبحُ العلاقة بين القوى الدولية والشعب معقدة جدًا والتوازن هشًّا: يتطلبُ إذًا إبداء أهتمامٍ خاصّ لحساسية الوضع من أجل حمايته".
حول خبرة اليسوعيين، أكّد الأب فرناندس: "نحنُ نبني علاقات طيبة مع جميع الناس، ونحاول مساعدتهم على النموّ، محترمين مشاعرهم، ونقومُ بعملٍ إنساني وتعليمي. نحنُ هناك منذ 7 سنوات، والناس يثمّنون حضورنا كثيرًا. وبحسب خبرتنا، فالشعب الأفغاني منفتحٌ كثيرًا ومتسامح ويقيّم المساعدة التي تحسّن ظروفه الاجتماعية ورفاهيته. نأملُ بفضل العديد من الناس ذوي الارادة الصالحة، بين الأفغان والمنظمات الدولية الحاضرة هناك، أن يتوقف العنف وأن يعود الوضع سريعًا إلى طبيعته". (PA) (وكالة فيدس 25-2-2012).