القاهرة (وكالة فيدس) - "سنرى بعد صلاة الجمعة إذا ما ستحدث اشتباكات أخرى. إلا أنّ إحساسنا يقول لنا، ومع الأسف، أنّ هناك اشتباكات جديدة". هذا ما قالته مصادر محلية من القاهرة لوكالة فيدس حيث كانت هناك اشتباكات يوم أمس أمام مبنى وزارة الداخلية. وقُتِل يوم أمس أيضًا، 2 فبراير، في السويس اثنان من المتظاهرين وجُرح ثلاثون في احتجاج على مقتل 74 شخصًا في بور سعيد قبل يومين مع نهاية لعبة كرة قدم. "شباب ساحة التحرير اليوم ليسوا تمامًا أنفسهم مقارنةً بأولئك الذين أعطوا للثورة إنطلاقتها الأولى وأسقطوا نظام مبارك قبل عام"، تقول المصادر لوكالة فيدس. "وانضمّ إلى ساحة التحرير أعضاءٌ أكثر عنفًا ومخيبين للآمال المستقبلية للبلاد. وبين الجماعات التي نزلت إلى الساحة للاحتجاج، هناك أيضًا أشخاصٌ اتّسموا بالثورة: ممن خسروا أحد أفراد عائلتهم وآخرون جرحى عانوا من إصاباتٍ خطيرة. تكوّنت بالتالي دوّامة من الانتقام، لأنّ أولئك الذين قادوا القمع لا زالوا يملكون زمام السلطة". "لا يمكنُ في النهاية نكران حضور المحرّضين لخلق الفوضى"، تقول المصادر. "إنّها عادة قديمة، فكلما خُلِقت الفوضى، كلّما كان الشعب مستعدًا أكثر لقبول تقييد الحرّيات المدنية على الرغم من حصوله على ضمان الأمان. وهذا يسمح بتأييد قانون الطوارئ الذي يوفّر سلطات واسعة للجيش الذي لا زال يسيطر على السلطة التنفيذية".
في هذا الإطار، إذا فاز الأخوان المسلمون في مجلس الشيوخ، وهذا أمرٌ محتمل، بعد أن فازوا بانتخابات مجلس النوّاب، فربما سيصبح أحد مرشحيهم رئيسًا للجمهورية وبالتالي سيحضّرون أنفسهم لحكم البلاد. ويقول مصدرنا: "من خلال إلقاء نظرة على موقع الإخوان المسلمين، يُلاحظ أنّهم يفصلون انفسهم عن أعمال العنف ويحاولون من جديد إعادة التفسيرات القديمة التي تفسّر الفوضى بأنّها تحريضٌ تقوم به "أيادي غريبة". إنّها طريقة للقول إنّ عدوّ الحكومة خائنٌ للوطن. وعلى العموم فالإخوان المسلمون، الذين لم يستلموا السلطة إلى الآن، في الوسط، بين الجيش وباقي الشعب". (L.M.) (وكالة فيدس 3-2-2012).