القاهرة (وكالة فيدس) - "ما عدا المنطقة التي تشملها الصراعات، تتواصل الحياة في القاهرة بصورةٍ طبيعية"، هذا ما يقوله لوكالة فيدس الأب لوتشانو فيردوشا، مرسل كومبوني يعملُ في القاهرة حيث تتواصل لليوم الرابع على التوالي الاشتباكات بين المتظاهرين وقوّات الجيش. مسرح أعمال العنف أدّى في ثلاثة أيام إلى مقتل ما لا يقلّ عن 11 شخصًا.
"تركّز احتجاج ساحة التحرير حول طرق التصرف البشعة للجيش والشرطة. والأفلام المنتشرة في كلّ العالم تتكلمُ بوضوح، وخاصّةً حول أعمال العنف التي تُمارس ضدّ المرأة"، يقول الأب لوتشانو، "حتّى أنّ أحد المتعاونين معنا تمّ توقيفه، قبل عدّة أيام، بينما كان ذاهبًا للعمل. بعد التأكّد من هويته مسيحي، مددته الشرطة على الأرض وأخذوا منه الكومبيوتر وهاتفه الخلوي. وضُرب في السجن، مع مسيحيين آخرين، صارخين في وجههم: "أنتم غير المخلصين الذين قتلتم إخوتنا" (في إشارة لصراعات يوم 9 أكتوبر بين الأقباط والشرطة). وتمّ إطلاق سراح الشاب بعد أيام". وأضاف الأب لوتشانو: "جزء من الشعب يبرر موقف الشرطة والجيش باسم العودة إلى الاستقرار"، وقال أيضًا: "من الصعب قراءة التطور السياسي والاجتماعي في مصر. فمن جهة، هناك قوّات فكرية تقدمية، ومن جهة أخرى أغلبية الناخبين صوتوا للإخوان المسلمين والسلفيين". وفي الدورة الثانية من اننتخابات مجلس النواب المصري، يتصدر الإخوان المسلمون بـ40% من الأصوات.
وختم المرسل بالقول: "بين الأخوان المسلمين لا يُفهم أي نوعٍ من التوجّه سينبثق، معتدلاً نوعًا ما أم قريبًا من المواقف السلفية. سؤال مهم لأنّهم هم مَن سيقودون البلاد بينما يدور الحديث دومًا عن اتفاق جرى قبل الانتخابات بين الجيش والإخوان المسلمين حول تقسيم السلطة". (L.M.) (وكالة فيدس 19-12-2011).