حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) - استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر 11 سفيرًا جديدًا لدى الكرسي الرسولي في 15 ديسمبر لتقديم أوراق اعتمادهم. ولممثلي كل من ترينيداد وتوباغو، جمهورية غينيا بيساو، الاتحاد السويسري، بوروندي، تايلند، باكستان، موزمبيق، كيرغستان، أمارة أندورا، سريلانكا وبوركينا فاسو، ذكر البابا بأنّ وحدة العائلة البشرية لابدّ أن "تُعاش اليوم أمرًا واقعًا" بفضل تطوّر وسائل الاتصالات الاجتماعية ووسائل النقل والعلاقات التجارية والتحديات "التي تتّخذ بعدًا عالميًا، مثل حماية البيئة وتدفق المهاجرين". ولكن هذا الوعي يُدرك أحيانًا "كعبءٍ بمعنى أنّه يوسّعُ إلى حدٍّ كبير نطاقَ مسؤولية كلّ واحد ويعطي لحلّ للمشاكل مجالاً كبيرًا بقدر ما يتعدد المشاركون فيه". ومع ذلك "فنظرة الإنسانية لنفسها لابدّ أن تتطوّر ليس لتكتشف في هذا الاستقلال تهديدًا، بل فائدة ... جميعنا مسؤولون عن الجميع ومن المهم امتلاك مفهوم إيجابي عن التضامن. فالتضامن هو الذراع الحقيقي للنمو الانساني المتكامل والذي يسمح للإنسانية باستباق اكتماله".
وتوقف قداسة البابا بعد ذلك حول مفهوم "التضامن بين الأجيال" الذي "يجدُ له جذورًا طبيعية في العائلة التي من المهم مساندتها كي تكمل تحقيق رسالتها الأساسية في المجتمع. وفي الوقت ذاته، ومن أجل توسيع حقل التضامن وتعزيزه لفترةٍ تدومُ طويلاً، فتعليم الشباب هو الطريق المميز لذلك". وشجّع قداسته الجميع، وخاصّة الحكّام، "ليظهروا قدرتهم الابداعية، واتّخاذ الاجراءات اللازمة لإعطاء الشباب الأسس الأخلاقية ومساعدتهم خاصةً على التنشئة ومحاربة الشرور الاجتماعية مثل البطالة، المخدرات، الجريمة وعدم احترام الشخص البشري". وواصل البابا بالقول: "تعددية الثقافات والأديان لا تمنع البحث العام عن ما هو صحيح، عن الخير والجمال". فالكنيسة تشجّع البشر على الاتكال على العقل الذي، إذا طهّره الإيمان، "يقدرُ على تجاوز المعوقات والمصالح من أجل الاعتراف بالخيرات الشاملة التي يحتاج إليها جميع البشر. من بين هذه الخيرات، السلام والتناسق الاجتماعي والديني المرغوب فيهما كثيرًا، والمرتبطتين ليس في الاطار التشريعي الصحيح والمناسب فحسب، بل أيضًا في النوعية الأخلاقية لكلّ مواطن".
وفي حديثه للسفراء الجدد، شدّد بندكتس السادس عشر قائلاً: "التحديات الجديدة التي على بلدانكم مواجهتها اليوم، تتطلبُ بلا شك تحشيدًا للهمم والقدرات الإنسانية لمكافحة الفقر ولاستخدامٍ أكثر فعالية وأكثر صحيًا للطاقات والمصادر المتوفرة". وفي الختام، حثّ قداسة البابا على السهر "على احترام وتعزيز الكرامة الانسانية أمام كلّ محاولة للتقليل منها، أو حتّى إنكارها، أو استغلال الشخص البشري ... إنّها مؤسسة على مفهوم النمو المتكامل للشخص البشري بأنّ التضامن سيتحقق ويسمح بعدالة أكبر". (SL) (وكالة فيدس 16-12-2011).