بيروت (وكالة فيدس) - بعد بدء المظاهرات الاحتجاجية التي هزت لبنان منذ 17 تشرين الأول ،تتلى كل يوم في كنيسة البطريركية المارونية في بكركي في الساعة الخامسة بعد الظهر المسبحة الوردية على نية السلام في لبنان. وقد اقيمت الامس بالاضافة الى الصلاة المريمية ساعة سجود امام القربان، نُقِلت مباشرة على الهواء على شبكة نورسات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي فيتابعها اللبنانيون المنتشرون في جميع أنحاء العالم. وقد اراد البطريرك بشارة بطرس الراعي هذه الصلاة يومياً من أجل السلام في لبنان وهو دعا القادة السياسيين منذ بداية الأزمة إلى الاستماع إلى مطالب الشعب المحقّة ويتحرك في الوقت عينه للقضاء على كل المحاولات التي يمكن أن تعود بأرض الأرز الى كوابيس الماضي ، تلك التي دمرت البلاد في السنوات الطويلة والدموية للحرب الأهلية. في الأيام الأخيرة ، رأى الكثيرون أن أشباح الماضي عادت للظهور في الأفق ، خاصة عندما قامت بعض المجموعات في تنظيم حواجز على الطرقات رافعةً الجدران خصوصاً في مناطق العبور كتلك التي كانت موجودة خلال الحرب الأهلية مثل نقاط التفتيش و الحواجز التي قطعت المناطق المختلفة عن بعضها البعض على أساس طائفي. واكثر ما اثار تعجّب الناس واستنكارهم ،كان الحاجز الذي تم بناؤه في نفق نهر الكلب على طول الطريق المؤدية من بيروت إلى جونيه من بعض المحتجين الملثّمين وهم يرفعون صور البطريرك الماروني نصر الله صفير (1920-2019) ، في منطقة اكثر سكّانها من المسيحيين. وانّ المكان معروف جدًا في ذاكرة اللبنانيين لأنّ في تلك النقطة بالتحديد كان هناك حاجزاً يُعرف بالمعبر على الواجهة البحرية أثناء الحرب الأهلية. عادت صورة النفق المغلق تمامًا بالرمل أثناء الحرب (انظر الصورة) بيتمّ تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد قرأ الكثيرون هذا التحرّك للمحتجّين كتعبير عن اللغة النموذجية لعقلية "الميليشيات "التي تهدد بتقطيع اواصر البلاد التي انهكتها الأزمة الاقتصادية والشلل السياسي. وكان البطريرك قد استقبل يوم الأمس في البطريركية وزير الخارجية جبران باسيل ، رئيس التيّارالوطني الحرّ ، وهو الحزب الذي أسسّه الرئيس السابق ميشال عون ويتحالف حاليًا مع الحزب الشيعي حزب الله . ووفقًا لقناة LBCI التلفزيونية اللبنانية ، اتصل البطريرك الماروني أيضًا بقادة التشكيلات السياسية المسيحية الأخرى ، بما في ذلك قادة حزب الكتائب وسمير جعجع ، قائد القوات اللبنانية ، لتذكيرهم بخطر العودة إلى الماضي. نفت مصادر قريبة من الحزبين خبر الاتصالات بين البطريرك والقادة السياسيين المسيحيين ، لكن لم يتم نفيه رسمياً من البطريركية المارونية. وفي الوقت عينه، بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري ، تم تأكيد الاتصالات بين الأحزاب الشيعية والسنية للتحقق من هوامش الإجماع حول الشخصية السنية محمد الصفدي كرئيس وزراء جديد ، لإعطاء الحياة "لحكومة الطوارئ" . في الماضي ، شغل الصفدي التابع للحزب السني "المستقبل" مناصب وزير الاقتصاد والمالية في الحكومات السابقة برئاسة نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري نفسه. (ج.ف.) ( وكالة فيدس 15/11/2019)