آسيا/العراق – البطريرك الكلداني: عملية حفظ السلام، وتجنيد المسيحيين في الشرطة، أمران قد يخدما فكرة تخليص سهل نينوى

الخميس, 4 سبتمبر 2014

بغداد (وكالة فيدس) بعد شهر من تهجيرهم من قرى وبلدات سهل نينوى من قِبل تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) بينهم 120 ألف مسيحي، دعا البطريرك الكلداني رفايل ساكو أبناء كنيسته، وباقي المعمَّدين من الكنائس الأخرى "للتعامل مع الوضع القائم كما هو"، وذلك للحفاظ على الجماعة المسيحية من خطر الإنقراض "والحفاظ على صفة الخميرة" في مجتمع دمّرته الفتنة. وأعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية عن مرارة "عدم قدرة الأجهزة الأمنية من السيطرة على الوضع وضمان الأمن واحترام القانون"، وذلك في رسالة انتشرت اليوم، الخميس، الرابع من أيلول.

ويقول البيان: "يعيش المسيحيون المسالمون والملتزمون بوطنيّتهم نهاية مُرّة، وهذا دليل ضياع القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية والوطنية، وهو بالتالي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يجب أن يعلم أن خطر الإرهاب يهدد الجميع. لقد شاهدنا منذ أيام صبية بعمر 13 سنة تصرخ عبر شاشة عشتار: "أريد أن أعود إلى بلدتي قره قوش، لقد سئمت الحياة هنا، أريد أن أعود. أفضّل أن أموت فيها ومن أجلها ولا أن اُذلّ هنا مع أهلي". إنها صرخة مدوّية أمام ضمير العالم.
وما يؤلمنا أكثر هو عجز أجهزة الدولة عن فرض النظام والقانون بوجه التدهور الأمني المتفاقم، مما ينمي ثقافة التكفيريين، ويهيئ لهم أرضية خصبة. ففي بغداد مثلا، يتعرض المسيحيون فيها للخطف بسيارات مصفّحة، ذات زجاج داكن في وسط النهار، ويجبرونهم على ترك بيوتهم بغية السيطرة عليها. هذا، وما يتعرضون له من إذلال عبر كلمات جارحة في المدارس، وبعض الدوائر.

لذا، يجب على المسيحيين أن يواجهوا الحياة كما هي، ويتحمّلوا المسؤولية التاريخية، خصوصا أنهم يحملون رسالة رجاء. عليهم اتخاذ خطوات حازمة للضغط على أصحاب القرار في الداخل والخارج لتأمين حياة حرة وآمنة في العراق. وهنا بعض المقترحات العملية لأبناء شعبنا، إذ نتمنى أن يعملوا على تحقيقها أينما وُجدوا:
- إعداد كوادر مسيحية من الأحزاب والبرلمانيين والمستقلين ذوي الكفاءة لدراسة وتحليل ومعالجة ووضع خطة لمساعدة المسيحيين للخروج من مأساتهم الإنسانية
- تشكيل لجنة لإحصاء خسائر العائلات النازحة بهدف المطالبة بالتعويض
- لجنة لمتابعة الأحوال التعليمية للطلاب، ومطالبة إقليم كردستان العراق بقبول طلبات انتسابهم إليها كي لا يضيع مستقبلهم
- مطالبة مجلس الأمن بإنشاء قوة سلام تابعة للأمم المتحدة من أجل تحرير البلدات المحتلة، وتوفير حماية دولية لهم
- تشكيل حرس محلي من مكنوات سهل نينوى لحماية البلدات
- مطالبة مجلس حقوق الإنسان بدراسة حالة حقوق الإنسان في العراق، بهدف إنشاء لجنة تحقيق عن أسباب ودوافع جرائم ما يسمّى بـ "الدولة الإسلامية"، وسوق المسؤولين عنها إلى العدالة

يجب الا نستسلم للواقع، بل علينا ان نُسمع صوتنا بشجاعة، عكس التيار، وأن نعمل لخلق عقلية جديدة للعيش السلمي والاخوي بين الشيعة والسنة والاكراد والتركمان والمسيحيين والايزيديين والشبك والصابئة. من هنا الحاجة إلى العمل على المستوى الأيديولوجي لتفكيك الفكر المتشدد، ووقف تدفق المقاتلين والتمويل، ومطالبة العالم الاسلامي والحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان بأهمية نشر ثقافة منفتحة، ثقافة التنوع والتعدد والمساواة امام ثقافة التكفير والإلغاء والتخلف الاجتماعي، وضعف الوعي الفردي والجماعي، وذلك من خلال تغيير مناهج التدريس. فالتغيير يبدا بالتربية والتعليم حتى لا يبقى هناك مواطنون بدرجات مختلفة. ولربما يكون من الافضل تبني نظام مدني يحترم الدين ولا يُسيّسه، مِمّا يُعزز العيش المشترك.
(وكالة فيدس 04-09-2014)


مشاركة: