اللاذقية (وكالة فيدس) – في مناطق اللاذقية، طرطوس وتلكلخ، و"وادي النصارى"، "تعم الفوضى إذ أن الميليشيات الإسلامية والعصابات الإجرامية تستغل ظرف انعدام الاستقرار العام. يُختطف المدنيون المسيحيون ويُستهدفون من قبل مجموعات مسلحة ذات إيديولوجية أصولية". هذا هو الإنذار الذي يطلقه سيادة المونسنيور الياس سليمان، أسقف اللاذقية للموارنة، الذي يعبر في بيان أرسل إلى وكالة فيدس عن قلقه الشديد حيال مصير سكان سوريا المسيحيين.
يلفت الأسقف: "إن المسيحيين الذي يشكلون 10% من الشعب السوري، لا يتخذون موقفاً مؤيداً لأحد الطرفين المتقاتلين، لكنهم يريدون فقط السلام والحوار وإعادة إعمار البلاد. إننا بسبب إيماننا لا نؤمن بالعنف بل بالمصالحة. حالياً، نحن نخاف بشدة من الإسلاميين المتطرفين. هناك العديد من المرتزقة الأصوليين الذين يريدون تبديل طبيعة الشعب السوري والتحريض على الحرب الطائفية".
يوضح قائلاً: "إن المؤمنين المسيحيين، على الرغم من تعرضهم للتهديد، لا يحملون السلاح لأنهم لا يريدون السلطة. نريد السلام لا الأسلحة، كما أشار البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته إلى لبنان". وإذ يعبر المونسنيور سليمان عن قلقه من أن تتحول سوريا إلى "عراق آخر، مع النزوح الهائل للمؤمنين"، يكرر أن "الكنيسة السورية بأشكالها وطوائفها المتنوعة، تتضامن مع الذين يريدون البقاء في أرضهم". ويضيف: "لذلك، نفعل الكثير للاجئين في وادي النصارى، اللاذقية وطرطوس الذين يتجاوز عددهم الـ 100000 نسمة. لقد أتى اللاجئون المسيحيون إلى هنا لأن المنطقة كانت أكثر أماناً من المناطق الأخرى التي كانت تدور فيها المعارك. لكن الصراع وصل الآن إلى هنا، ولم يعد هناك استقرار في ظل تزايد الفوضى". يقول الأسقف: "أرضنا هي أرض شهداء. لن نتركها على الرغم من تعرضنا الحالي أو المستقبلي للضغط. نحن أقوياء في الإيمان على الرغم من المحن، وسنحاول دوماً أن نكون عامل لحمة وعلامة مصالحة في المجتمع السوري، اليوم وفي المستقبل". (وكالة فيدس 13/12/2012).