آسيا/ سوريا – إجلاء مدنيين من مدينة حمص القديمة بفضل مبادرة المصالحة

الاثنين, 9 يوليو 2012

حمص (وكالة فيدس) – تمكنت عائلتان مسيحيتان من مغادرة مدينة حمص القديمة والنجاة بفضل اتفاقية بين القوى الحكومية والقوى المعارضة، اتفاقية أبرمت برعاية لجنة "المصالحة" الشعبية بين الأديان. وبالتالي، يبدو أن الأزمة المتعلقة بالمدنيين المحاصرين في حمص تشهد تقدماً ضئيلاً. حالياً، هناك حوالي 200 عائلة مسيحية ومسلمة محاصرة في أحياء بستان الديوان والحميدية، عائلات بقيت طوال أيام تحت رحمة النيران المتبادلة بين المقاتلين بعد أن فشلت المحاولات الهادفة إلى إنقاذها. أما الآن، فلم تعد هذه الأحياء هدفاً لعمليات القصف من قبل الجيش النظامي، ويبدو أن التوتر قد تضاءل بشكل طفيف.
وبعد أن أظهرت لجنة المصالحة المحلية ذاتها كمبادرة حرة وشفافة تسعى فقط وراء مصلحة الشعب السوري من دون أي تحيز، ترى الآن أن دائرة مؤيديها توسعت إذ أنها كسبت اهتمام المعارضة وتعاطفها. بفضل ذلك، فإن النتيجة التي توصلت إليها المصالحة هي معجزة. والمصالحة، برأي العديد من المراقبين، بإمكانها أن تشكل "طريقاً ثالثة" ناشئة عن عبقرية الشعب السوري.
وبعد أيام من الانقطاع، عادت الخطوط الهاتفية للعمل في منطقة ديوان البستان، حسبما أشار لفيدس عدد من الكهنة المتواجدين في حمص. في هذه المنطقة، يتلقى حوالي 100 مؤمن مسيحي المساعدة من اليسوعيين الذين يوزعون المساعدات الإنسانية فاتحين أبواب ديرهم يومي الأربعاء والأحد. هناك، يقدمون الغذاء والتعزية والصلاة والأدوية. وفي الأيام الأخيرة، كانت بعض العائلات قد طلبت مغادرة الحي لكن الفصائل المتمردة منعتهم رافضة اتهامها باستخدام العائلات كدروع بشرية. ويوضح المؤمنون أن المتمردين "يعتنون بالسكان المسيحيين لأنهم يشكلون ضمانة لأمن الجميع".
في غضون ذلك، ووفقاً لمصادر فيدس، فقد تم إخلاء حي خالدية بالكامل. وقد انتقل المدنيون الذين بلغ عددهم الألف والذين حاول الصليب الأحمر إجلاءهم من المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة باتجاه مناطق أخرى في حمص، في ظل حماية جماعات متمردة نظراً إلى أنهم كانوا مدنيين (نساء وعجزة وأطفال) من عائلات المتمردين. (وكالة فيدس 09/07/2012).


مشاركة: