آسيا / الهند - قصة رعية "تلاشت" بعد عمليات اغتيال ضد المسيحيين في أوريسا

السبت, 11 ديسمبر 2010

بوبانسوار (وكالة فيدس) - إنها رعية بيتيكالا الكاثوليكية، التابعة لرئاسة أسقفية كوتاك بوبانسوار، والتي أصبحت مسرحًا لعمليات اغتيال ضد المسيحيين في شهر أغسطس عام 2008. إنها قصةٌ مأسوية ترويها الرعية لوكالة فيدس.

كانت الرعية تغطي منطقة قرية نانديجيري، حيث تعيش المئات من العوائل المسيحية إلى جانب عوائل أخرى هندوسية. وهي عوائل فقيرة فلاحيّة متعبدة جدًا ونشطة في كنيستها التي يعملُ فيها كاهنان وثلاثة راهبات يسكنون في الرعية.

واحدُ من الكاهنين، الأب مريتيانجاي ديكال، هو السكرتير الحالي لرئيس الأساقفة رافائيل جيناث. تعرّضت أمّه وأخواه الساكنون في القرية لأعمالِ عنفٍ مرعبة في فترة المجزرة. إذ حلقَ المتشددون الهندوس شعرَ واحدٍ من الأخوين وعرّضوه لسخرية الجمهور، كما أجبروه على أكل روث البقر وشرب بولها، انطلاقًا من طقس الاهتداء القسري إلى الهندوسية.

كما داهموا وأحرقوا كل بيوت المسيحيين، الذين التجأوا بدورهم إلى الغابة ووجدوا بعدها ملجأً في مخيمات اللاجئين التي وفرتها لهم الحكومة. ولكنهم أدركوا منذ البداية عدم قدرتهم من بعد الرجوع إلى بيوتهم لأن المتشددين فرضوا عليهم شرطًا مسبقًا بالاهتداء القسري إلى الهنودسية.

وأدركت السلطات المحلية "عدم قدرتها على فعل شيء" أمام تهديدات المجاميع الأصولية، وعلى ضمان أمن المسيحيين إذا رجعوا إلى المنطقة. فكان الحل المُقترح هو بناء قرية جديدة على مسافةٍ من نانديجيري عند منحدر الجبل. وسميّت القرية "شانتنكار" أي "مكانُ السلام".

وهكذا سلمت السلطات المحلية لكلّ عائلة قطعةً من الأرض لبناء بيتٍ جديد. وبدأت العوائل المسيحية (ومن بينها 51 عائلة كاثوليكية) بحرث الأرض وبناء القنوات لجعل الأرض مؤهلة للسكن. ولكن، لبناء بيتٍ يقتضي 80 ألف روبية، ولذلك بدأ جمعُ الأموال، والتبرعات التي وصلت حتّى من اليسوعيين وأخوات الأم تريزا الذين وفّروا لهم غطاءات ومطابخ وملابس.

وعلى الرغم من الجهود، يبقى العيشُ في منتهى الصعوبة. إذ لا يوجدُ عمل في "شانتنكار" ولا توجد أرض صالحة للزراعة، مما أجبر الشباب إلى الانتقال يوميًا إلى مدينة يوداجيري القريبة للبحث عن عمل يكفي للعيش يومًا بيوم. وأفاد مصدر للكنيسة المحلية لوكالة فيدس بأن "الناس تشعرُ بفقدان كرامتها، وأن كنيسة أوريسا فقدت رعية". ويعيشُ الراعي اليوم في منطقة بوبانسوار البعيدة. وهناك كاهنٌ آخر يجيء كلّ أحد لإقامة القدّاس. ويرغبُ الساكنون الجدد ببناء كنيسة جديدة بمساعدة دير سان جبرائيل، ولكنهم ينتظرون رخصة السلطات للمباشرة بالبناء. وتبقى رغبة المؤمنين التي أوكلت إلى نيات عيد الميلاد، الرجوع إلى نانديجيري. ولكن هناك احتمالٌ كبير أن يبقى مجرّد حلم. (PA) (وكالة فيدس 11-12-2010).


مشاركة: