آسيا/ سوريا – القادة المسلمون مع الافراج عن الأب مراد إلا ان الخاطفين غرباء عن النسيج الاجتماعي

الأربعاء, 3 يونيو 2015

حمص (وكالة فيدس) – كان الأب جاك مراد، الكاهن المخطوف من منطقة حمص وبالتحديد من دار مار الياس في القريتَين حيث كان يقطن في 21 مايو، مقدراً جداً لقربه من المجتمع المحلي في منطقة ذات أغلبية سنية وجهوده على مستوى الحوار. وتعتبر مصادر الكنيسة المحلية ان هذا ما دفع "بالقادة المسلمين والمسؤولين في البلدة الى التنديد بعملية الخطف ومحاولة فتح قنوات كفيلة بالإفراج عنه. إلا أنه يبدو ان الأفراد والجماعات التي ألقت القبض عليه غريبة عن النسيج الاجتماعي والديني والاثني الخاص بالمنطقة."

وأشارت مصادر وكالة فيدس الى ان "سقوط تدمر السريع وخطف الأب مراد بعدها يوحيان بتورط الدولة الاسلامية. وفي حال تأكد ذلك، لن يكون ذلك بالمؤشر الواعد: لا تؤثر السلطات الإسلامية المحلية على الدولة الاسلامية. أما الفرضية الشائعة فهي بأن بعض سكان المنطقة قد عمدوا الى خطفه وبيعه للدولة الإسلامية بدافع الكراهية الطائفية!"
وكان الأب مراد مقيم في بلدة القريتَين، المحاذية لحمص منذ أكثر من 10 سنوات. وقد ساهم منذ العام 1991 في ترميم ما تبقى من دار مار الياس، حيث استقر. أغلق الدير أبوابه الآن في حين كان الكاهن قد سهر في الفترة الماضية على رعية السريان الكاثوليك المحلية التي تضم 300 مؤمن وأطلق سلسلة من المبادرات على المستويَين المسكوني والديني، فبنى حالة وئام دائمة بين مختلف الشرائح الاثنية والدينية.

وتعمقت الحملة الدعائية كثيراً في السنتَين الماضيتَين وبدأت المجموعات الجهادية تحتقر غير المسلمين. وتشير المصادر الى ان الأب جاك التزم التزاماً كاملاً بالحوار والصلاة والمصالحة. وروج للتضامن بين العائلات من مختلف الديانات وكان مثالاً للخدمة الاجتماعية دون شعارات دينية أو اثنية. وكانت حياته مثالاً لرفض الطائفية."
ويأمل المجتمع المحلي كما السلطات الإسلامية وأصحاب النوايا الحسنة الافراج عنه إلا أن ذلك سيكون صعباً خاصةً في ظل غياب أي تواصل مع الدولة الاسلامية، خاصةً وان المجتمع المحلي لا ترتبط بهذه الهيئة أي صلة."


مشاركة: