البابا في تعليمة خلال المقابلة العامة: القديس دومينيك العظيم يذكرنا بضرورة اتقاد الحماسة التبشيرية في قلب الكنيسة، هذه الحماسة التي تحث بلا انقطاع على حمل بشرى الإنجيل الأولى وعلى تبشير جديد حيث تقضي الضرورة ذلك

الخميس, 4 فبراير 2010

الفاتيكان (وكالة فيدس) – في كلمته خلال المقايلة العامة يوم الأربعاء 3 فبراير، تحدث بندكتس السادس عشر عن القديس دومينيك، مؤسس رهبنة الواعظين المعروفين أيضاً باسم الإخوة الدومينيكان.
وقال البابا أن دمينيك لم يعتبر رئاسته كامتياز شخصي ولا كبداية عمل كنسي لامع، وإنما كخدمة يؤديها بتفان وتواضع. أوليس إغراء العمل إغراءً لا يعفى منه حتى الأشخاص الذين يؤدون دور إنعاش وحكم في الكنيسة؟ . وذكر قداسته بما قالاه للأساقفة قبل بضعة أشهر بمناسبة سيامة بعض الأساقفة: "دعونا لا نسعى إلى السلطة والهيبة والتقدير لأنفسنا... إننا نعلم أن القضايا في المجتمع المدني، وفي الكنيسة أحياناً تشكو من قيام أشخاص كثيرين عهدت إليهم إحدى المسؤوليات، بالعمل لمصالحهم الذاتية لا لصالح المجتمع" . في وقت مبكر جداً، لاحظ دييغو أسقف أوسما الذي كان راعياً مندفعاً الصفات الروحية التي يتحلى بها دومينيك، وأراد الاستفادة من تعاونه. ذهبا معاً إلى شمال أوروبا لإنجاز مهمات دبلوماسية أوكلها إليهما ملك قشتالة. خلال السفر، أدرك دومينيك التحديين الكبيرين اللذين يواجهان الكنيسة في زمانه: وجود شعوب لم تبشر بعد على الحدود في شمال القارة الأوروبية، والشرذمة الدينية التي كانت تضعف الحياة المسيحية في جنوب فرنسا حيث كان يؤدي عمل بعض الجماعات البدعية إلى إحداث حالات ارتباك والإبعاد عن حقيقة الإيمان. هكذا أصبح العمل التبشيري في صفوف الذين لم يكونوا يعرفون نور الإنجيل، والعمل على إعادة تبشير الجماعات المسيحية، الهدفين الرسوليين اللذين حددهما دومينيك لنفسه. خلال توجه الأسقف دييغو ودومينيك إلى البابا لطلب مشورته، طلب الأخير من دومينيك تكريس ذاته لتبشير الألبيين الذين يشكلون جماعة بدعية كانت تؤيد إدراكاً مزدوجاً للواقع أي من خلال مبدأين خالقين وقويين هما الخير والشر. وبالتالي فإن هذه الجماعة كانت تزدري بالمادة باعتبارها ناتجة عن مبدأ الشر، وترفض الزواج وتنكر تجسد المسيح، والأسرار التي "يلمسنا" الرب فيها من خلال المادة وقيامة الأجساد. كان الألبيون يفضلون حياة الفقر والتقشف – كانوا مثاليين من هذه الناحية – وينتقدون يُسر الإكليروس في تلك الحقبة. قبل دومينيك بحماسة هذه المهمة التي أنجزها تحديداً من خلال مثال حياته الفقيرة والمتقشفة والتبشير بالإنجيل والمناقشات العامة. وكرس بقية حياته لرسالة إعلان البشرى السارة. هنا لا بد أيضاً من معرفة الأحلام الأخرى التي كان يسعى القديس دومينيك إلى تحقيقها: الذهاب إلى الأمم، أي تبشير الأشخاص الذين لم يتعرفوا بعد إلى يسوع، وتبشير المقيمين في المدن، منها بخاصة المدن الجامعية حيث كانت النزعات الفكرية الجديدة تعتبر تحدياً لإيمان المثقفين."
وشدد البابا على أن دومينيك يذكرنا بضرورة اتقاد الحماسة التبشيرية في قلب الكنيسة، هذه الحماسة التي تحث بلا انقطاع على حمل بشرى الإنجيل الأولى وعلى تبشير جديد حيث تقضي الضرورة ذلك.! لاحقاً، انضم إلى دومينيك رجال آخرون يستهويهم الطموح عينه. هكذا، تأسست رهبنة الواعظين تدريجياً انطلاقاً من مؤسسة تولوز الأولى. بالطاعة التامة لإرشادات البابوين اللذين عاشا في زمانه، إنوسنت الثالث وهونوريوس الثالث، اعتمد دومينيك قانون القديس أغسطينوس القديم معدلاً إياه ليتكيف مع متطلبات الحياة الرسولية التي كانت تدفعه ورفاقه إلى التبشير بالانتقال من مكان إلى آخر، وإنما بالعودة لاحقاً إلى أديارهم وأماكن دراستهم وصلاتهم وحياتهم الجماعية. أراد دومينيك التشديد بنوع خاص على قيمتين أساسيتين لنجاح المهمة التبشيرية: الحياة الجماعية في الفقر والدراسة.
كان دومينيك والإخوة الواعظون يقدمون أنفسهم كمتسولين ليس لهم أي ممتلكات عقارية لإدارتها. هذا العنصر كان يجعلهم أكثر استعداداً للدراسة والتبشير المتنقل، ويشكل شهادة ملموسة للأشخاص....يذكرنا دومينيك الذي رغب في تأسيس رهبنة من الواعظين اللاهوتيين ببعد اللاهوت الروحي والرعوي الذي ينمي الروح والحياة. (وكالة فيدس، 04/02/2010).


مشاركة: